(تبتل): أمر، وفاعله:«أنت». {إِلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {تَبْتِيلاً:} مفعول مطلق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.
{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً (٩)}
الشرح:{رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ،} انظر الآية رقم [٤٠] من سورة (المعارج)، ففيها الكفاية، وأضيف هنا: أنه كان من حق (المشرق) و (المغرب) فتح العين، وهي الراء؛ لأن المصدر الميمي، واسمي الزمان، والمكان إذا أخذ أحدهما من فعل ثلاثي مفتوح العين، أو مضمومها في المضارع أن يكون بفتح العين قياسا، ولكن التلاوة جاءت بكسرها. وأيضا جاء كثير بكسر العين، وهو مذكور في كتب النحو، من ذلك المسجد والمنبت، والمسقط، والمرفق، والمنخر، والمجزر، والتحقيق: أنها أسماء نوعية، غير جارية على فعلها، وإلا فلا مانع من الفتح. هذا؛ وتقديم (المشرق) بجميع حالاته يوحي بأفضليته على (المغرب).
{فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً} أي: على كل من خالفك بأن تفوض إليه جميع أمورك، فإنه يكفيكها. قال البقاعي-رحمه الله تعالى-: وليس ذلك بأن يترك الإنسان كل عمل، فإن ذلك طمع فارغ، بل بالإجماع في طلب كل ما ندب الإنسان إلى طلبه ليكون متوكلا في السبب، منتظرا للمسبب، فلا يهمل الأسباب، ويتركها طامعا في المسببات؛ لأنه حينئذ كمن يطلب الولد من غير زوجة، وهو مخالف لحكمة هذه الدار المبنية على الأسباب. انتهى. جمل نقلا من الخطيب. وانظر التوكل في سورة (المجادلة) رقم [١٠] قال تعالى في سورة (هود) رقم [١٢٣]: {وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} ولا تنس الطباق بين (المشرق) و (المغرب)، وهو من المحسنات البديعية.
الإعراب:{رَبُّ:} بالرفع خبر لمبتدأ محذوف، التقدير: هو رب، أو هو مبتدأ، خبره:{لا إِلهَ إِلاّ هُوَ}. ويقرأ بالجر على أنه بدل من:{رَبِّكَ} مجرور على القسم بإضمار حرف القسم، كقولك: الله لأفعلن، وجوابه (لا إله إلا الله) وقال أبو البقاء: ويقرأ بالنصب على إضمار أعني، أو بدلا من:{اِسْمَ،} أو بفعل يفسره: {فَاتَّخِذْهُ،} والقراءة الأولى، والثانية سبعيتان، والثالثة غير سبعية، و {رَبُّ} مضاف، و {الْمَشْرِقِ} مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَالْمَغْرِبِ:} معطوف على ما قبله.
{لا:} نافية للجنس تعمل عمل (إنّ). {إِلهَ:} اسم (لا) مبني على الفتح في محل نصب، والخبر محذوف، التقدير موجود. {إِلاّ:} حرف حصر. {هُوَ:} فيه ثلاثة أوجه: الأول: كونه بدلا من اسم {لا} على المحل؛ إذ محله الرفع على الابتداء. والثاني: كونه بدلا من {لا} واسمها؛ لأنها وما بعدها في محل رفع بالابتداء. والثالث: كونه بدلا من الضمير المستكن في الخبر المحذوف، وهو الأقوى، والجملة الاسمية في محل رفع خبر رب على وجه مرّ ذكره، أو