للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {إِنْ:} حرف نفي. {يَتَّبِعُونَ:} مضارع مرفوع، والواو فاعله. {إِلاَّ:} حرف حصر. {الظَّنَّ:} مفعول به، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {وَإِنَّ:} (الواو): واو الحال. (إن): حرف مشبه بالفعل. {الظَّنَّ:} اسم (إنّ). {إِلاَّ:}

نافية. {يُغْنِي:} مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء، والفاعل يعود إلى الظن، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل نصب حال من {الظَّنَّ،} والرابط: الواو، وإعادة {الظَّنَّ} بلفظه. {مِنَ الْحَقِّ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {شَيْئاً:}

مفعول به، وله صفة محذوفة، التقدير: شيئا نافعا، ومثله قول العباس بن مرداس السلمي، وهو الشاهد رقم [١٠٦٦] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [المتقارب] وقد كنت في الحرب ذا تدرأ... فلم أعط شيئا، ولم أمنع

{فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلّى عَنْ ذِكْرِنا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا (٢٩)}

الشرح: {فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلّى عَنْ ذِكْرِنا} أي: أعرض عن القرآن، والإيمان بمحمد صلّى الله عليه وسلّم. ومن كان كذلك فأعرض أنت يا محمد عنه، فإن من تولى عن الله، وأعرض عن ذكره، وانهمك في الدنيا، بحيث كانت منتهى همه، ومبلغ علمه لا تزيده الدعوة إلا عنادا، وإصرارا على الباطل.

وهذا قبل الأمر بالجهاد، وقبل الهجرة. {وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ الْحَياةَ الدُّنْيا} أي: إن همته مقصورة على الدنيا، وجمع حطامها الفاني، أما الاخرة؛ فليست في حسابه؛ لأنه لا يعتقد بها، ولا يعمل لها. وانظر شرح {تَوَلّى} في الاية رقم [٥٤] من سورة (الطور).

الإعراب: {فَأَعْرِضْ:} (الفاء): حرف عطف على رأي من يجيز عطف الإنشاء على الخبر، وابن هشام يعتبرها للسببية المحضة، وأراها الفصيحة؛ لأنها تفصح عن شرط مقدر. (أعرض):

فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره: «أنت». {عَنْ مَنْ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {تَوَلّى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى {مَنْ،} وهو العائد، والجملة الفعلية صلة الموصول، لا محل لها. {عَنْ ذِكْرِنا:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، والجملة الفعلية: {فَأَعْرِضْ..}. إلخ لا محل لها على جميع الوجوه المعتبرة بالفاء. {وَلَمْ:}

(الواو): واو الحال. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم. {يُرِدْ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لم) والفاعل يعود إلى {مَنْ،} والجملة الفعلية في محل نصب حال من: (من)، والرابط: الواو، والضمير. {إِلاَّ:} حرف حصر. {الْحَياةَ:} مفعول به. {الدُّنْيا:} صفة {الْحَياةَ} منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر.

<<  <  ج: ص:  >  >>