للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{اُقْتُلُوا:} فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَبْناءَ:} مفعول به، و {أَبْناءَ} مضاف، و {الَّذِينَ} اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالإضافة، وجملة: {آمَنُوا} صلة الموصول لا محل لها. {مَعَهُ:} ظرف مكان متعلق بما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {اُقْتُلُوا..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {وَاسْتَحْيُوا نِساءَهُمْ} معطوفة عليها، فهي في محل نصب مقول القول مثلها، وجملة:

{قالُوا اقْتُلُوا..}. إلخ جواب (لمّا)، لا محل لها، و (لمّا) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له.

{وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {كَيْدُ:} مبتدأ، وهو مضاف، و {الْكافِرِينَ} مضاف إليه من إضافة المصدر لفاعله. {إِلاّ:} حرف حصر. {فِي ضَلالٍ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، أو هي معترضة بين الجملتين المتعاطفتين. وقيل:

في محل نصب حال، وهو ضعيف، وعليه يكون الرابط: الواو فقط.

{وَقالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ (٢٦)}

الشرح: {وَقالَ فِرْعَوْنُ} أي: لملئه، وحاشيته. {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى} أي: اتركوني أقتل موسى، فقد قيل: إنه كان إذا هم بقتله كفوه عنه، وقالوا له: ليس بالذي تخافه، وهو أقل من ذلك، وما هو إلا ساحر، وإذا قتلته؛ دخلت الشبهة على الناس، واعتقدوا: أنك عجزت عن معارضته بالحجة. والظاهر: أن فرعون-لعنه الله-قد استيقن: أنه نبي، وأن ما جاء به آيات، وما هو بسحر، ولكن كان قتلا سفاكا للدماء في أهون شيء، فكيف لا يقتل من أحسّ بأنه هو الذي يهدم ملكه؟! ولكن كان يخاف إن هم بقتله أن يعاجل بالهلاك. هذا؛ وقيل: إنما منعوه من قتله؛ لأنه كان فيهم من يعتقد بقلبه: أنه كان صادقا. هذا، وانظر (دع) في سورة (الأحزاب) [٤٨].

{وَلْيَدْعُ رَبَّهُ} أي: وليدع موسى ربه الذي يزعم: أنه أرسله إلينا، فيمنعه منا. وقيل: هذا شاهد صدق على فرط خوفه منه، ومن دعوته ربه، وكان قوله: {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسى} تمويها على قومه، وإيهاما: أنهم هم الذين يكفونه، وما كان يكفه في الحقيقة إلا ما في نفسه من هول الفزع. {إِنِّي أَخافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ} أي: يغير ما أنتم عليه من الدين، وكانوا يعبدونه، ويعبدون الأصنام. {أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسادَ} أي: أو أن يثير الفتن، والقلاقل في بلدكم، ويكثر بسببه الهرج، والمرج، وهذا كما يقال في المثل: صار فرعون مذكرا. يعني: واعظا، يشفق على الناس من موسى، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.

قال في الظلال: هل هناك أطرف من أن يقول فرعون الضال عن موسى تلك المقالة؟ أليست بعينها كلمة كل طاغية مفسد عن كل داعية مصلح؟ أليست هي كلمة الباطل الكالح في

<<  <  ج: ص:  >  >>