هذا؛ وقرئ «(فضلناه)» بالضاد من الفضل. {عَلى عِلْمٍ} أي: عالمين بوجه تفصيله؛ حتى جاء حكيما، وفيه دليل على أن الله عالم بعلم، أو مشتملا على علم. انتهى بيضاوي. {هُدىً}:
انظر إعلاله في الآية رقم [٦/ ٩١]. {وَرَحْمَةً}: ذا رحمة. {لِقَوْمٍ}: انظر الآية رقم [٣٢].
{يُؤْمِنُونَ}: انظر الإيمان في الآية رقم [٢] وانظر (نا) في الآية رقم [٧] وانظر لطيفة في الآية [٢٠٣] الآتية، فإنها جيدة.
الإعراب: {وَلَقَدْ}: الواو: حرف قسم وجر، والمقسم به محذوف، التقدير: والله، والجار والمجرور متعلقان بفعل محذوف تقديره: أقسم. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال.
{جِئْناهُمْ}: فعل، وفاعل ومفعول به. وانظر إعراب: {وَجَعَلْنا} في الآية رقم [١٠]. {بِكِتابٍ}:
متعلقان بالفعل قبلهما. {فَصَّلْناهُ}: فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية في محل جر صفة (كتاب). {عَلى عِلْمٍ}: متعلقان بمحذوف حال من (نا). {هُدىً}: حال من الضمير المنصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين، والثابتة دليل عليها، وليست عينها، وهو بمعنى: هاديا، أو: ذا هدى، وجوز اعتباره مفعولا لأجله.
(رحمة): معطوف على ما قبله. هذا؛ وقد قرئ بالرفع على أنه، وسابقه خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: هو هدى، وهو رحمة، وتكون الجملة الاسمية على هذا في محل نصب حال من الضمير المنصوب، وأجاز الكسائي، والفراء فيهما الخفض، يجعلانهما بدلا من: {عِلْمٍ،} وهذا لم يثبت قراءة، وإن جاز عربية، وجملة: {وَلَقَدْ جِئْناهُمْ..}. إلخ جواب القسم المقدر لا محل لها، والقسم وجوابه كلام مستأنف لا محل له. {لِقَوْمٍ}: متعلقان بأحد الاسمين على التنازع، أو بمحذوف صفة لأحدهما، وحذفت صفة الثاني، لدلالة الأول عليها، أو بالعكس، وجملة: {يُؤْمِنُونَ} مع المتعلق المحذوف صفة: (قوم).
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَيَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَفْتَرُونَ (٥٣)}
الشرح: {هَلْ يَنْظُرُونَ}: هل ينتظر كفار قريش، ومن على شاكلتهم الذين كذبوا بآيات الله.
{إِلاّ تَأْوِيلَهُ}: الضمير يعود إلى (كتاب) المذكور في الآية السابقة، وتأويله: تحقيق وقوع ما وعدوا به من العذاب، والخزي في الدنيا، والانتقام في نار جهنم في الآخرة، وهو ما وعدوا به في القرآن، وعلى لسان الرسول صلّى الله عليه وسلّم. وتأويل الشيء: ما يؤول إليه، وهو بمعنى: تفسيره، وتوضيحه. {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ}: يوم يتحقق الذي وعدوا به، ويرونه بأعينهم، ويلمسونه بأيديهم.
وهذا يكون في يوم القيامة. بالإضافة، لما لحقهم من الذل، والهوان في الدنيا. {يَقُولُ الَّذِينَ}