متعلقان ب {بَصائِرُ،} أو بمحذوف صفة له. {فَمَنْ:} الفاء: حرف تفريع. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {أَبْصَرَ:} ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من). {فَلِنَفْسِهِ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط. (لنفسه):
متعلقان بمحذوف خبر لمبتدإ محذوف، التقدير: فالإبصار لنفسه، والجملة الاسمية هذه في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، كما رأيت في الآية رقم [٣٩]. هذا؛ وإن اعتبرت (من) اسما موصولا فالجملة بعده صلته، والجملة الاسمية المقدرة في محل رفع خبره، وزيدت الفاء في خبره لشبه الموصول بالشرط في العموم، والجملة الاسمية على الاعتبارين مفرعة عما قبلها لا محل لها، والجملة الاسمية بعدها معطوفة عليها، وإعرابها كإعرابها، والتقدير: ومن عمي فالعمى عليها. {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية حجازية تعمل عمل: «ليس».
{أَنَا:} ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسمها. {عَلَيْكُمْ:} متعلقان بما بعدهما.
{بِحَفِيظٍ:} الباء: حرف جر صلة. (حفيظ): خبر (ما) منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. هذا؛ وإن اعتبرت (ما) مهملة فالضمير مبتدأ، وتكون الباء قد زيدت في خبره، ولكن الأول أعرف، وأشهر. والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها على الاعتبارين. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم.
الشرح:{وَكَذلِكَ نُصَرِّفُ الْآياتِ} أي: ومثل ذلك التصريف، وهو إجراء المعنى الدائر في المعاني المتعاقبة. من: الصرف، وهو: نقل الشيء من حال إلى حال. وانظر الآية رقم [٤٦]. {وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ} أي: قرأت كتب الماضين، وجئت بهذا منها. ويقرأ: «(دارست)» أي: أهل الكتاب، وذاكرتهم. والدرس: القراءة، والتعلم، ويقرأ أيضا بقراءات كثيرة وصلت إلى ثلاث عشرة قراءة، ثلاث منها سبعيات، وسائرهن شاذات. {وَلِنُبَيِّنَهُ:} الضمير ل {الْآياتِ} باعتبار المعنى، أي بتأويلها بالكتاب، أو للقرآن، وإن لم يذكر؛ لكونه معلوما، أو للمصدر، أي: للتبيين، والتصريف. {لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ:} خصهم سبحانه بالذكر لعلهم يعملون بما يعلمون، وانظر الفرق بين {يَعْلَمُونَ} و {يَفْقَهُونَ} في الآية رقم [٩٨] وانظر: {يا قَوْمِ} في الآية رقم [٥/ ٢٠] و (نا) في الآية رقم [٦](الأعراف).
الإعراب:(كذلك): جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف، عامله ما بعده، التقدير: نصرف الآيات تصريفا كائنا مثل ذلك التصريف، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، وانظر تفصيل الإعراب في الآية رقم [٥٥]. {نُصَرِّفُ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره:«نحن». {الْآياتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه