للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللوم، والمؤاخذة، والذنب، أو: قبل عذره. وانظر التعبير عن الكافرين بالظالمين، ونحوه في الآية رقم [٥٩] من سورة (يس). {وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ} أي: الطرد، والإبعاد من رحمة الله تعالى.

{وَلَهُمْ سُوءُ الدّارِ} أي: جهنم يصلونها وبئس المصير، وسوء العاقبة! وانظر (اللعن) في الآية رقم [٦٨] من سورة (الأحزاب).

الإعراب: {يَوْمَ:} بدل من سابقه. {لا:} نافية. {يَنْفَعُ:} فعل مضارع. {الظّالِمِينَ:}

مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء. {مَعْذِرَتُهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر الميمي لفاعله، والجملة الفعلية في محل جر بإضافة: {يَوْمَ} إليها. {وَلَهُمُ:}

الواو: واو الحال. (لهم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {اللَّعْنَةُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل نصب حال من: {الظّالِمِينَ،} والرابط: الواو، والضمير، وما بعدها معطوف عليها. وقيل: الجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها. ولا وجه له قطعا.

{وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ (٥٣) هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ (٥٤)}

الشرح: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْهُدى:} ما يهتدي به في الدين من المعجزات، والصحف، والشرائع، والأحكام. {وَأَوْرَثْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ:} التوراة، والزبور، والإنجيل؛ إذ الكتاب جنس يشمل الكل. {هُدىً وَذِكْرى لِأُولِي الْأَلْبابِ} أي: في الكتاب الذي، أورثهم الله إياه هداية لهم من الضلالة، وفيه تذكير لهم؛ إن كانوا من ذوي العقول السليمة والفطر المستقيمة، وخص أولي الألباب بالذكر؛ لأنهم هم الذين إذا ذكروا؛ يتذكرون، وإذا وعظوا؛ يتعظون. وانظر شرح (أولي الألباب) في الآية رقم [٢٩] من سورة (ص).

هذا؛ و {إِسْرائِيلَ} هو نبي الله يعقوب، ومعناه بالعبرانية: صفوة الله، أو عبد الله، ف‍: «إسرا» هو العبد، أو الصفوة، و «إيل» هو الله، ويعقوب هو ابن إسحاق بن إبراهيم، وقد ولد يعقوب في حياة جده إبراهيم، وحياة جدته سارة، قال تعالى في سورة (هود) في الآية رقم [٧١]:

{وَامْرَأَتُهُ قائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ} وهو النافلة التي امتن الله بها على إبراهيم بقوله: {وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً} ولقد وجدت في كثير من المراجع الموجودة لديّ: أن يعقوب كان توأما مع أخ له اسمه عيصو في بطن واحد، فعند خروجهما من بطن أمهما تزاحما، وأراد كل منهما أن يخرج قبل صاحبه، فقال عيصو ليعقوب: إن لم تدعني أخرج قبلك؛ وإلا خرجت من جنبها! فتأخر يعقوب شفقة على أمه، فلذا كان أبا الأنبياء، وعيصو أبا الجبارين. والله أعلم بحقيقة ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>