للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَأْذَنُوا:} الفاء: واقعة في جواب الشّرط. (ائذنوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل جزم جواب الشرط، والجملة الشرطية مستأنفة لا محلّ لها. {مِنَ اللهِ:} متعلقان بما قبلهما. {وَرَسُولِهِ:} معطوف على ما قبله، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَإِنْ:} الواو: حرف عطف. (إن): حرف شرط جازم. {تُبْتُمْ:} فعل ماض مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء فاعله، والجملة الفعلية لا محلّ لها... إلخ، والمتعلّق محذوف. {فَلَكُمْ:} الفاء: واقعة في جواب الشرط، (لكم): جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدّم. {رُؤُسُ:} مبتدأ مؤخر، وهو مضاف، و {أَمْوالِكُمْ:}

مضاف إليه، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط عند الجمهور، والدسوقي يقول: لا محل لها؛ لأنها لم تحل محل المفرد، والجملة الشرطية معطوفة على ما قبلها. {لا:} نافية، {تَظْلِمُونَ:} فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والمفعول محذوف، والجملة الفعلية في محل نصب حال من كاف الخطاب، والرابط: الضمير فقط.

{وَلا:} الواو: حرف عطف. {لا:} نافية. {تَظْلِمُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو نائب فاعل، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها.

{وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٨٠)}

الشرح: {وَإِنْ كانَ..}. إلخ: بعد خضوع أصحاب الدّيون لأمر الله، وأمر رسوله، حيث رضوا برءوس أموالهم، وتجاوزوا عن الرّبا، كما رأيت في الآية السابقة؛ طالبوا المدينين برءوس أموالهم، وألحّوا في الطّلب، فشكا المدينون الإعسار، وطلبوا الإمهال، والإنظار، فأبوا، فنزلت الآية الكريمة الّتي توجب الإنظار إلى اليسار، والسّعة، وتحثّ على الصدقة بإسقاط بعض الدّيون عن المعسرين، أو بإبرائهم منها، والإسقاط، أو الإبراء سنّة، وهو أفضل من الإمهال، وهو واجب، وهذا من المستثنيات من قاعدة: «الواجب أفضل من المندوب»، ومنه ابتداء السّلام سنّة، وهو أفضل من الردّ مع كونه واجبا، هذا، وفي الكلام التفات من الغيبة إلى الخطاب، انظر الالتفات في الآية رقم [٢٥٣].

هذا والعسرة: الضيق المالي، والفقر، والحاجة. والنّظرة: الإمهال، والانتظار، ومنه قوله تعالى في الآية رقم [١٠٤]: {وَقُولُوا انْظُرْنا،} وقال علقمة الفحل: [الطويل]

فإنّكما إن تنظراني ساعة... من الدّهر ينفعني لدى أمّ جندب

وقال عمرو بن كلثوم في معلّقته رقم [٢٠]: [الوافر]

<<  <  ج: ص:  >  >>