للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جواب القسم المدلول عليه باللام الموطئة. (يقولن): فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال، والواو المحذوفة المدلول عليها بالضمة: فاعل، والنون حرف لا محلّ له. {اللهُ:} مبتدأ، خبره محذوف، التقدير: الله خلقهن، أو هو فاعل لفعل محذوف، التقدير:

خلقهم الله، ويرجحه التصريح به في الآية رقم [٩] من هذه السورة. والجملة على الاعتبارين في محل نصب مقول القول، وجملة: {لَيَقُولُنَّ..}. إلخ جواب القسم المقدر، المدلول عليه باللام الموطئة، وحذف جواب الشرط لدلالة جواب القسم عليه على القاعدة: «إذا اجتمع شرط وقسم فالجواب للسابق منهما» قال ابن مالك-رحمه الله تعالى-في ألفيته: [الرجز]

واحذف لدى اجتماع شرط وقسم... جواب ما أخّرت فهو ملتزم

والكلام: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ..}. إلخ كله مستأنف لا محلّ له. {فَأَنّى:} الفاء: هي الفصيحة؛ لأنها أفصحت عن شرط مقدّر، التقدير: وإذا كانوا يعترفون بأن الله خلقهم، فكيف يصرفون عن توحيده، وعبادته؟! (أنى): اسم استفهام، وتعجب، وتوبيخ مبني على السكون في محل نصب حال عامله ما بعده. {يُؤْفَكُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية لا محلّ لها؛ لأنها جواب للشرط المقدر «إذا»، والجملة الشرطية مستأنفة، لا محلّ لها.

{وَقِيلِهِ يا رَبِّ إِنَّ هؤُلاءِ قَوْمٌ لا يُؤْمِنُونَ (٨٨)}

الشرح: {وَقِيلِهِ} أي: وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم. وقيل: التقدير: وقول عيسى عليه السّلام. والأول أصح لقوله تعالى للنبي صلّى الله عليه وسلّم: {قُلْ إِنْ كانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ} وقرئ: {وَقِيلِهِ} بالنصب، والجر، والرفع، وهو مصدر، ومثله: القول، والقال، والمقالة، والآية معناها: الشكوى إلى الله.

قال ابن عباس-رضي الله عنهما-: شكا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الله تعالى تخلف قومه عن الإيمان. وقال قتادة-رحمه الله تعالى-: هذا نبيكم يشكو قومه إلى ربه. هذا؛ وفحوى الآية مثل قوله تعالى في سورة (الفرقان) رقم [٣٠]: {وَقالَ الرَّسُولُ يا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً}.

الإعراب: {وَقِيلِهِ:} بالجر على معنى: وعنده علم الساعة، وعلم قيله. وبالنصب على معنى: وعنده علم الساعة، ويعلم قيله. وهذا اختيار الزجاج. وقال الفراء والأخفش: يجوز أن يكون {وَقِيلِهِ} عطفا على قوله: {أَنّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْواهُمْ}. وأجاز الفراء، والأخفش أيضا أن يكون مفعولا مطلقا، كأنه قال: وقال قيله، وشكا شكواه إلى الله عزّ وجل، كما قال كعب بن زهير من قصيدته التي مدح بها النبي صلّى الله عليه وسلّم: [البسيط]

تمشي الوشاة جنابيها وقيلهم... إنك يابن أبي سلمى لمقتول

أراد: ويقولون قيلهم. وبالرفع على تقدير: وعنده قيله، أو قيله مسموع. والذي قالوه ليس بقوي

<<  <  ج: ص:  >  >>