للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل، أعتله، واعتله عتلا: إذا جذبته جذبا عنيفا. {إِلى سَواءِ الْجَحِيمِ:} إلى وسط الجحيم، قال تعالى: {فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَواءِ الْجَحِيمِ} الصافات رقم [٥٥]. هذا وقال تعالى في سورة (الحاقة): {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (٣٠) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ..}. إلخ.

الإعراب: {خُذُوهُ:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول لقول محذوف. انظر تقديره في الشرح، وجملة:

{فَاعْتِلُوهُ} معطوفة عليها فهي مثلها في محل نصب مقول القول. {إِلى سَواءِ:} متعلقان بما قبلهما، و {سَواءِ:} مضاف، و {الْجَحِيمِ} مضاف إليه.

{ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ (٤٨)}

الشرح: {ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ} أي: ليكون المصبوب محيطا بكل جسده. {مِنْ عَذابِ الْحَمِيمِ:} فإذا صب عليه الحميم، فقد صب عليه عذابه، وشدته، فهو أبلغ مما في قوله تعالى في سورة (الحج) رقم [١٩]: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ} فإن صب العذاب طريقه الاستعارة، كقوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [٢٥٠]: {قالُوا رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ} فقد شبه العذاب بالمائع، ثم خيل له بالصب. قال الزمخشري: فذكر العذاب معلقا به الصب مستعارا له، ليكون أهول، وأهيب، ومن الاستعارة أيضا قول فاطمة الزهراء-رضي الله عنها-ترثي أباها المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاته: [الكامل]

ماذا على من شمّ تربة أحمد... أن لا يشمّ مدى الزّمان غواليا

صبّت عليّ مصائب لو أنها... صبّت على الأيام عدن لياليا

الإعراب: {ثُمَّ:} حرف عطف. {صُبُّوا:} فعل أمر، وفاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {فَوْقَ:} ظرف مكان متعلق بالفعل قبله. و {فَوْقَ} مضاف، و {رَأْسِهِ} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة. {مِنْ عَذابِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به. و (من) معناها بعض، وإن اعتبرتها صلة؛ ف‍: {عَذابِ} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، و {عَذابِ} مضاف، و {الْحَمِيمِ} مضاف إليه.

{ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (٤٩)}

الشرح: قال مقاتل-رحمه الله تعالى-: يضرب مالك خازن النار ضربة على رأس أبي جهل لعنه الله بمقمع من حديد، فيتفتت رأسه عن دماغه، فيجري دماغه على جسده، ثم يصب الملك فيه ماء حميما، قد انتهى حره، فيقع في بطنه، فيقول الملك له: ذق العذاب... إلخ.

<<  <  ج: ص:  >  >>