للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلق بمحذوف صلة الموصول، و {بَيْنَ} مضاف، و {أَيْدِينا:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء للثقل، و (نا): في محل جر بالإضافة. {وَما خَلْفَنا:} معطوف على ما قبله، فهو مثله في الإعراب. وأيضا: {وَما بَيْنَ} معطوف عليه أيضا، و {بَيْنَ:} مضاف، و {ذلِكَ} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، والجملة الاسمية: {لَهُ ما بَيْنَ..}. إلخ في محل نصب حال من {رَبِّكَ} والرابط: الضمير فقط، أو هي مستأنفة، لا محل لها. {وَما:} الواو: حرف استئناف. {ما:}

نافية. {كانَ:} ماض ناقص. {رَبِّكَ:} اسم كان... إلخ. {نَسِيًّا:} خبر {كانَ} والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.

{رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاِصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥)}

الشرح: {رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما} أي: ربهما، وخالقهما، وخالق ما بينهما، ومالكهما، ومالك ما بينهما، فكما إليه تدبير الأزمان؛ كذلك إليه تدبير الأعيان، ومن كان كذلك فيمتنع عليه النسيان قطعا، وفي ذلك دليل واضح على أنّ أفعال العبد مفعولة لله تعالى، كما يقوله أهل السنّة والجماعة، وهو القول الحق الذي لا ريب فيه، خلافا للمعتزلة الذين يقولون:

إن العبد يخلق أفعاله الاختيارية.

{فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ:} هذا خطاب للرسول صلّى الله عليه وسلّم مرتب عليه: أنه لمّا عرفت ربك كما ذكر، وعرفت: أنه لن ينساك؛ فأقبل على عبادته، واصطبر عليها، ولا تتشوش بإبطاء الوحي، ولا تكترث بهزء الكافرين. {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ} أي: لله. {سَمِيًّا} أي: مثلا، ونظيرا يستحق أن يسمى إلها، أو أحدا يسمى الله، أو الرحمن، فإن المشركين وإن سموا الصنم إلها، فلم يسموه الله، أو الرحمن، وذلك لظهور أحديّته، وتعالي ذاته عن المماثلة، بحيث لم يقبل اللبس والمكابرة. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه. وانظر الآية رقم [١] من سورة (الكهف).

الإعراب: {رَبُّ:} بدل من {رَبِّكَ} أو هو خبر لمبتدإ محذوف، تقديره: هو رب، وذلك على القطع، والجملة الاسمية على هذا الاعتبار مستأنفة، لا محل لها، و (رب): مضاف، و {السَّماواتِ:} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {وَالْأَرْضِ:}

معطوف على ما قبله. {وَما:} اسم موصول مبني على السكون في محل جر معطوف على لفظ {السَّماواتِ}. {بَيْنَهُما:} ظرف مكان متعلق بمحذوف صلة الموصول، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {فَاعْبُدْهُ:} الفاء: هي الفصيحة. وانظر الآية رقم [٥] (اعبده): أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والهاء مفعول به، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب شرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ذلك واقعا فاعبده، والشرط المقدر ومدخوله

<<  <  ج: ص:  >  >>