في محل نصب مقول القول. {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى {إِبْراهِيمَ} تقديره: هو.
{أَسْلَمْتُ:} فعل وفاعل، {لِرَبِّ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (ربّ) مضاف، و {الْعالَمِينَ:}
مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، وجملة:{أَسْلَمْتُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة:{قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها من الإعراب.
الشرح:{وَوَصّى:} وقرئ: («وأوصى») والأول أبلغ. {بِها:} بالملّة، وقيل: بالكلمة، وهي:{أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ}. {إِبْراهِيمُ بَنِيهِ:} بنو إبراهيم هم: إسماعيل وأمّه هاجر، ولد قبل: إسحاق بأربع عشرة سنة، وعاش مائة وسبعا وثلاثين سنة، وكانت سنّه يوم مات أبوه تسعا وثمانين سنة، وإسحاق وأمّه سارة، وعاش مائة وثمانين سنة، ثمّ لمّا توفيت سارة تزوج إبراهيم عليه السّلام قطورا بنت يقطن الكنعانية، فولدت له مدين، ومديان، ويقشان، وزمران، ويشبق، وسوح، فهم ستة مع الاختلاف في تسميتهم بحسب الروايات. {وَيَعْقُوبُ} أي: أوصى بنيه، وهم اثنا عشر ولدا، وهم: روبيل، وشمعون، ولاوي، ويهوذا، وريالون، ويشجر، ودان، ونفتالي، وجاد، وآشر، ويوسف، وبنيامين، ولا تنس أن يعقوب ولد في حياة إبراهيم جدّه، وهو النافلة بنصّ القرآن.
{يا بَنِيَّ إِنَّ اللهَ..}. إلخ: هذا من وصية يعقوب لبنيه، وأصل بنيّ:«بنين لي» فحذفت اللام الجارة، ثم حذفت النون للإضافة، ثم أدغمت ياء المتكلم في ياء الجمع. و {اِصْطَفى لَكُمُ الدِّينَ:} اختار لكم دين الإسلام، وهو التوحيد، الذي ذكرته فيما مضى. {فَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} أي: الزموا الإسلام، ودوموا عليه، ولا تفارقوه حتّى تموتوا، فالنّهي في اللفظ عن الموت على غير الإسلام، وهو في المعنى على غير ذلك؛ إذ المعنى: لا تفارقوا الإسلام حتى تموتوا، كما في قولك: لا تصلّ إلا وأنت خاشع، والمعنى: صلّ الصّلاة مقترنة بالخشوع، وهذه الجملة مذكورة في سورة آل عمران برقم [١٠٢].
الإعراب:{وَوَصّى:} فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذّر. {بِها:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {إِبْراهِيمُ:} فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:{قالَ أَسْلَمْتُ..}. إلخ. في الآية السابقة: لا محل لها مثلها. {بَنِيهِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، وحذفت النون للإضافة، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَيَعْقُوبُ:} معطوف على إبراهيم، فهو مرفوع مثله. وقيل: هو مبتدأ حذف خبره،