للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحده: إنسان من غير لفظه، وهو يطلق على الإنس، والجن، ولكن غلب استعماله في الإنس، قال تعالى {الْخَنّاسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ (٥) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنّاسِ} وأصله:

الأناس، حذفت منه الهمزة تخفيفا على غير قياس، وحذفها مع لام التعريف كاللازم، لا يكاد يقال: الأناس، وقد نطق القرآن الكريم بهذا الأصل، ولكن بدون لام التعريف، كما في هذه الآية، وقوله سبحانه: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ} وقيل: إن أصله: النّوس، ولم يحذف منه شيء، وإنما قلبت الواو ألفا لتحركها، وانفتاح ما قبلها.

الإعراب: {وَما:} الواو: حرف استئناف. (ما): نافية. {كانَ:} ماض ناقص.

{جَوابَ:} خبر {كانَ} تقدم على اسمها، و {جَوابَ:} مضاف، و {قَوْمِهِ:} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة. {إِلاّ:} حرف حصر. {أَنْ:} حرف مصدري، ونصب.

{قالُوا:} فعل، وفاعل، والألف للتفريق. وانظر الآية رقم [٥] والفعل في محل نصب ب‍: {أَنْ} و {أَنْ} والفعل في تأويل مصدر في محل رفع اسم {كانَ} مؤخر. هذا؛ وقد قرئ برفع «جواب» على أنه اسمها، والمصدر المؤول خبرها، والأول أفصح؛ لأن فيه جعل الأعراف اسما. {أَخْرِجُوهُمْ:} فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله. وانظر إعراب: {اُسْجُدُوا} في الآية رقم [١١] والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول. {مِنْ قَرْيَتِكُمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة. {إِنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل والهاء في محل نصب اسمها. {أُناسٌ:} خبرها، والجملة الفعلية في محل رفع صفة:

{أُناسٌ،} والجملة الاسمية: {إِنَّهُمْ..}. إلخ تعليل للأمر، وهي في محل نصب مقول القول.

{فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ اِمْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (٨٣)}

الشرح: {فَأَنْجَيْناهُ وَأَهْلَهُ} أي: أنجى الله لوطا ومن آمن معه من أهله. وانظر (نا) في الآية رقم [٧] وأهل اسم جمع لا واحد له من لفظه، مثل معشر ورهط. و (الأهل): العشيرة وذو القربى، ويطلق على الزوجة وعلى الأتباع أيضا، والجمع أهلون، وأهال، وآهال، وأهلات، بسكون الهاء وفتحها، وبالأولين قرئ قوله تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَالْحِجارَةُ}. {إِلاَّ امْرَأَتَهُ:} فإنها كانت تسر الكفر، واسمها واهلة. {كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ} أي:

من الذين بقوا في العذاب، والتذكير لتغليب الذكور على الإناث، مثل قوله تعالى في حق مريم:

{وَكانَتْ مِنَ الْقانِتِينَ} هذا؛ و {الْغابِرِينَ} اسم فاعل من: غبر الشيء بقي، وغبر أيضا مضى، فهو من الأضداد، وبابه دخل. انتهى. مختار. هذا؛ ولذا يمكن أن يقال: في غابر الأزمان وحاضرها.

كما يقال: في غابر الأزمان وماضيها، وقال أبو ذؤيب الهذلي في رثاء أولاده: [الكامل]

فغبرت بعد همو بعيش ناصب... وإخال أنّي لاحق مستتبع

<<  <  ج: ص:  >  >>