للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالإضافة. {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل: {يَحْكُمُ} أيضا، و {يَوْمَ} مضاف، و {الْقِيامَةِ} مضاف إليه.

{فِيما:} متعلقان بالفعل: {يَحْكُمُ} أيضا، ويجوز اعتبارهما متعلقين بمحذوف حال من الضمير المجرور محلا بالإضافة، و (ما) تحتمل الموصولة، والموصوفة، والمصدرية، فعلى الأولين مبنية على السكون في محل جر ب‍ (في). {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق، {فِيهِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما. {يَخْتَلِفُونَ:}

فعل مضارع مرفوع، والواو فاعله، والجملة الفعلية صلة (ما) أو صفتها، والعائد، أو الرابط الضمير المجرور محلا ب‍ (في) التقدير: في الذي، أو: في شيء كانوا يختلفون فيه، والمصدرية ضعيفة كما ترى.

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ وَسَعى فِي خَرابِها أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاّ خائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ (١١٤)}

الشرح: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ:} استفهام بمعنى النفي، أي: لا أحد أظلم ممن منع... إلخ.

هذا؛ والممنوع في الحقيقة إنّما هم الناس الّذين يريدون العبادة في المساجد. {أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} أي: بالتوحيد، والصلاة، والتّسبيح، وغير ذلك. {وَسَعى فِي خَرابِها} أي: بالهدم، وتعطيل إقامة الشعائر فيها.

وخراب المساجد يكون حقيقيّا، كتخريب بختنصر بيت المقدس، فغزا اليهود، وسباهم، وحرّق التوراة، كما سترى في سورة (الإسراء). ويكون مجازا لمنع المشركين المسلمين حين صدّوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن المسجد الحرام عام الحديبية. وعلى الجملة: فتعطيل المساجد عن الصّلاة وإظهار شعائر الإسلام فيها خراب لها.

هذا؛ وجمع {مَساجِدَ اللهِ} وإن كان المراد واحدا، إمّا المسجد الحرام، وإما بيت المقدس؛ ليعمّ جميع مساجد الله في الدنيا في القديم، والجديد، كما تقول لمن آذى صالحا واحدا: ومن أظلم ممّن آذى الصّالحين؟!.

{أُولئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوها إِلاّ خائِفِينَ:} هذا خبر معناه الطلب؛ أي: لا تمكّنوا هؤلاء إذا قدرتم عليهم من دخولها إلا تحت الهدنة، والجزية، ولهذا لمّا فتح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكّة؛ أمر من العام القابل في سنة تسع أن ينادي علي-رضي الله عنه-برحاب منى: ألا لا يحجّنّ، بعد هذا العام مشرك، ولا يطوفنّ بالبيت عريان، ومن كان له أجل؛ فأجله إلى مدّته.

<<  <  ج: ص:  >  >>