للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«أن» مضمرة. (تدعوا): مضارع مجزوم، أو منصوب، وعلامة الجزم، أو النصب حذف النون... إلخ، والواو فاعله، فعلى الجزم فالجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، وعلى النصب، فتؤول «أن» المضمرة والفعل بمصدر معطوف على مصدر متصيد من الفعل السابق، التقدير: لا يكن منكم وهن، ودعوة. {إِلَى السَّلْمِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {وَأَنْتُمُ:} الواو: واو الحال.

(أنتم): ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {الْأَعْلَوْنَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير.

{وَاللهُ:} الواو: حرف عطف. (الله): مبتدأ. {مَعَكُمْ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها فهي في محل نصب حال مثلها. {وَلَنْ:} الواو: حرف عطف. (لن): حرف ناصب. {يَتِرَكُمْ:} فعل مضارع منصوب ب‍: (لن) والفاعل يعود إلى (الله)، والكاف مفعول به أول. {أَعْمالَكُمْ:} مفعول به ثان، والكاف في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال أيضا، وإن كانت (لن) للاستقبال؛ فساغ ذلك بسبب العطف.

{إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْئَلْكُمْ أَمْوالَكُمْ (٣٦)}

الشرح: {إِنَّمَا الْحَياةُ الدُّنْيا:} في هذا الحصر إشارة إلى تحقير الدنيا، كيف لا؟ وهي لا تزن عند الله جناح بعوضة، ولو كانت تزن عند الله جناح بعوضة؛ ما سقى الكافر منها جرعة ماء، ولقد وصف الله تعالى في هذه الاية وغيرها الحياة التي يحياها ابن آدم بالدنيا؛ لدناءتها، وحقارتها، وأنها لا تساوي عنده جناح بعوضة، ورحم الله الحريري إذ يقول: [الكامل] يا خاطب الدّنيا الدّنيّة إنها... شرك الرّدى وقرارة الأكدار

دار متى ما أضحكت في يومها... أبكت غدا تبّا لها من دار

أو: هي من الدنو، وهو القرب؛ لأنها في متناول يد الإنسان ما دام حيا.

{لَعِبٌ وَلَهْوٌ} أي: كما يلعب، ويلهو به الصبيان، ويجتمعون عليه، ويبتهجون به ساعة، ثم يتفرقون متعبين، واللعب: العبث، واللهو: الاستمتاع بلذات الدنيا. وقيل: هو الاشتغال بما لا يعني الإنسان، وما لا يهمه. والمعنى: ليس ما أعطاه الله الأغنياء من حطام الدنيا، إلاّ وهو يضمحل، ويزول كاللعب، واللهو؛ الذي لا حقيقة له، ولا ثبات. وقال الخازن: واللعب: ما يشغل الإنسان، وليس فيه منفعة في الحال، ولا في المال، ثم إذا استعمله الإنسان، ولم يشغله

<<  <  ج: ص:  >  >>