مضارع ناقص منصوب ب:«أن» مضمرة بعد لام التعليل، وعلامة نصبه حذف النون... إلخ، والواو اسمه، والألف للتفريق. {لَهُمْ:} متعلقان بما قبلهما، أو هما متعلقان بما بعدهما.
{عِزًّا:} خبره: و «أن» المضمرة، والمضارع في تأويل مصدر في محل جر باللام، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (اتخذوا) وجملة: {وَاتَّخَذُوا..}. إلخ متضمنة حكاية حال الكافرين، وهي معطوفة على حكاية مقالة الكافر المعاند الذي رأيت في الآيات السابقة.
الشرح:{كَلاّ} أي: ليس الأمر كما ظنوا، وتوهموا، {سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ} أي: ينكرون أنهم عبدوا الأصنام، أو تجحد الآلهة عبادة المشركين لها، كما حكى عنهم سبحانه ما يقولون في الآخرة:{تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيّانا يَعْبُدُونَ} الآية رقم [٦٣] من سورة (القصص). {وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا} أي: ينقلبون ضدهم، ويكونون لهم أعداء، والضد يكون واحدا ويكون جمعا كالعدو والصديق. وقيل: وقع هنا موقع المصدر؛ أي: ويكونون عليهم عونا، فلهذا لم يجمع، وهذا في مقابلة قوله:{لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا} والعز مصدر، فكذلك ما وقع في مقابلته، هذا؛ ويقرأ {كَلاّ} بالتنوين وفتح الكاف وضمها، فعلى الأول: هو مصدر: كلّ؛ أي: أعيا، والمعنى كلّوا في دعواهم وانقطعوا. وقيل: هو بمعنى: الثقل؛ أي: حملوا كلاّ؛ أي: ثقلا، وعلى الثاني:
هو تنوين كل، واستبعده أبو البقاء، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{كَلاّ:} حرف ردع وزجر لا محل له، وعلى تنوينه وفتح الكاف هو مفعول مطلق عامله محذوف، أو مفعول به لفعل محذوف. انظر الشرح، وعلى ضم الكاف مع التنوين هو حال، المعنى: سيكفرون كلاّ؛ أي: جميعا. السين: حرف استقبال، وتنفيس. (يكفرون):
مضارع، وفاعله، والجملة الفعلية ابتدائية، أو مستأنفة، لا محل لها. {بِعِبادَتِهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما، والهاء في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله، والمفعول محذوف، التقدير: سيكفر المشركون بعبادتهم الأصنام، أو من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف، التقدير: سيكفر الأصنام، ونحوها بعبادة المشركين إياهم. {وَيَكُونُونَ:} مضارع ناقص مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو اسمه. {عَلَيْهِمْ:} متعلقان بالفعل قبلهما على تجويز ذلك، أو هما متعلقان بما بعدهما. {ضِدًّا:} خبر (يكونون)، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.