للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به، أو المفعول محذوف، انظر الشرح، والجملة الفعلية في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {أُولئِكَ..}. إلخ في محل رفع خبر (إنّ) في الآية رقم [٥٨] التي رأيت أنّ اسمها أربع موصولات متعاطفة، والجملة الاسمية: {إِنَّ الَّذِينَ هُمْ..}. إلخ مستأنفة، أو ابتدائية، لا محل لها. {وَهُمْ:} الواو: حرف عطف. (هم): مبتدأ. {لَها:} متعلقان بما بعدهما.

وقدم للفاصلة، وللاختصاص. {سابِقُونَ:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو... إلخ، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الفعلية قبلها، فهي مؤكدة لها، وهي في محل رفع مثلها. هذا؛ وإن اعتبرتها في محل نصب حال من {الْخَيْراتِ} فلست مفندا، ويكون الرابط: الواو، والضمير.

{وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (٦٢)}

الشرح: {وَلا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها:} قدر طاقتها، يريد الله تعالى بهذه الجملة التحريض، والحث على ما وصف به الصالحين، وتسهيله على النفوس. وهذه الجملة ومثيلتها في آخر سورة (البقرة) وفي سورة (الأنعام) رقم [١٥٢] وفي سورة (الأعراف) رقم [٤٢] ناسخ لجميع ما ورد في الشرع من تكليف لا يطاق، أو فيه مشقة شديدة، ومن ذلك من لم يستطع القيام في الصلاة؛ فليصل قاعدا، ومن لم يستطع الصوم في رمضان لسفر، أو مرض، ونحو ذلك؛ فليفطر، وليقض بعد التمكن من القضاء. {وَلَدَيْنا كِتابٌ} أي: اللوح المحفوظ. وقال القرطبي: أظهر ما قيل فيه:

إنه أراد كتاب إحصاء الأعمال الذي ترفعه الملائكة لذي الجلال والإكرام. وأضافه إلى نفسه؛ لأن الملائكة كتبت فيه أعمال العباد بأمره. انتهى. {يَنْطِقُ بِالْحَقِّ} أي: بالصدق، لا يوجد فيه ما يخالف الواقع، وفي هذا تهديد، وتأييس من الحيف، والظلم. ولفظ النطق للكتاب مجاز، والمراد أن الملائكة أو النبيين تنطق بما فيه. {وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ:} بزيادة عقاب على ما يستحقون، ولا بنقصان ثواب على عمل صالح عملوه في دنياهم، وهذه الجملة تؤيد: أن المراد بالكتاب صحيفة الأعمال، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَلا:} الواو: حرف استئناف. (لا): نافية. {نُكَلِّفُ:} مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {نَفْساً:} مفعول به أول. {إِلاّ:} حرف حصر. {وُسْعَها:} مفعول به ثان، و (ها): في محل جر بالإضافة؛ من إضافة المصدر لفاعله، والجملة الفعلية: {وَلا نُكَلِّفُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها من الإعراب. {وَلَدَيْنا:} الواو: واو الحال. (لدينا): ظرف مكان منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياء لاتصاله ب‍: (نا) التي هي ضمير متصل في محل جر بالإضافة، وهو متعلق بمحذوف خبر مقدم. {كِتابٌ:} مبتدأ مؤخر. {يَنْطِقُ:} مضارع، والفاعل يعود إلى كتاب. {بِالْحَقِّ:} متعلقان بمحذوف حال من الفاعل المستتر، والجملة الفعلية:

{يَنْطِقُ بِالْحَقِّ} في محل رفع صفة (كتاب)، والجملة الاسمية: {وَلَدَيْنا كِتابٌ..}. إلخ في محل نصب

<<  <  ج: ص:  >  >>