للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واسمه مستتر تقديره: أنت. {مِنَ الْقانِطِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر {تَكُنْ،} والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ذلك صحيحا وواقعا فلا تكن

إلخ، والكلام كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالُوا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ الضّالُّونَ (٥٦)}

الشرح: المعنى لا يقنط من رحمة الله تعالى إلا المكذبون الذاهبون عن طريق الحق والصواب، فلا يعرفون سعة رحمة الله، وكمال علمه، وقدرته، كما قال تعالى: {لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ} هذا ويقرأ {يَقْنَطُ} بكسر النون وفتحها قراءتان سبعيتان، وفي المختار: القنوط اليأس، وبابه جلس ودخل وطرب وسلم، فهو قنط، وقنوط، وقانط، وقرئ شاذّا بضم النون.

الإعراب: {قالَ:} ماض، وفاعله مستتر يعود إلى {إِبْراهِيمَ}. {وَمَنْ:} الواو: زائدة.

(من): اسم استفهام معناه النفي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَقْنَطُ:} مضارع، {مِنْ رَحْمَةِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و {رَحْمَةِ:} مضاف، و {رَبِّهِ:} مضاف إليه، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {إِلاَّ:} حرف حصر.

{الضّالُّونَ:} فاعل {يَقْنَطُ} مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة... إلخ، هذا هو الظاهر، وعند التأمل يتبين لك أن فاعل {يَقْنَطُ} يعود إلى (من) الاستفهامية، والضالون بدل من الفاعل المستتر بدل بعض من كل، على حد قوله تعالى: {وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللهُ} الآية رقم [١٣٥] من سورة (آل عمران).

وجملة: {يَقْنَطُ..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {وَمَنْ يَقْنَطُ..}.

إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ (٥٧)}

الشرح: {قالَ فَما خَطْبُكُمْ} أي: فما أمركم وشأنكم، وما الذي جئتم به؟ والخطب الأمر الخطير، قال البيضاوي: ولعله علم أن كمال المقصود ليس البشارة؛ لأنهم كانوا عددا، والبشارة لا تحتاج إلى العدد؛ ولذلك اكتفى بالواحد في بشارة زكريا، ومريم عليهما السّلام، أو؛ لأنهم بشروه في تضاعيف الحال لإزالة الوجل، ولو كانت البشارة تمام المقصود لابتدءوه بها. انتهى. {أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ} أي: أيها الملائكة المرسلون إليّ.

الإعراب: {قالَ:} ماض، والفاعل يعود إلى (إبراهيم). {فَما} الفاء: حرف صلة، وانظر مثلها في الآية رقم [٣٤]. (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>