قال: «إذا أحبّ الله قوما؛ ابتلاهم، فمن صبر؛ فله الصّبر، ومن جزع، فله الجزع». رواه الإمام أحمد. وعن أنس بن مالك-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال: «إنّ عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإنّ الله تعالى إذا أحبّ قوما؛ ابتلاهم، فمن رضي؛ فله الرّضا، ومن سخط؛ فله السّخط». رواه ابن ماجه، والترمذي، وقال: حديث حسن غريب. ورحم الله من قال: [الطويل] بنى الله للأخيار بيتا سماؤه... هموم وأحزان وحيطانه الضّرّ
وأدخلهم فيه وأغلق بابه... وقال لهم: مفتاح بابكم الصّبر
وانظر ما أذكره في سورة (التغابن) رقم [١١] إن شاء الله تعالى.
الإعراب: {ما:} نافية. {أَصابَ:} فعل ماض. {مِنْ:} حرف صلة. {مُصِيبَةٍ:} فاعل مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد، والمفعول محذوف؛ إذ التقدير: ما أصابكم مصيبة. والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {فِي الْأَرْضِ:} متعلقان بالفعل {أَصابَ،} أو بمحذوف صفة {مُصِيبَةٍ} على اللفظ، أو على المحل، أو هما متعلقان بنفس {مُصِيبَةٍ}. هذا؛ وذكّر الفعل {أَصابَ؛} لأن {مُصِيبَةٍ} مؤنث مجازي. {وَلا:} (الواو): حرف عطف. (لا): نافية، ويقال: صلة لتأكيد النفي. {فِي أَنْفُسِكُمْ:} معطوفان على ما قبلهما، والكاف في محل جر بالإضافة. {إِلاّ:} حرف حصر.
{فِي كِتابٍ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من {مُصِيبَةٍ} وجاز ذلك وإن كانت نكرة؛ لتخصصها إما بالعمل، أو بالصفة، أو هما متعلقان بمحذوف خبر مبتدأ محذوف التقدير:
إلا هي كائنة في كتاب، وتكون الجملة الاسمية في محل نصب حال من {مُصِيبَةٍ}. {مِنْ قَبْلِ:} متعلقان بما تعلق به ما قبلهما، التقدير: إلا ثابتة في كتاب من قبل. {أَنْ نَبْرَأَها:} فعل مضارع منصوب ب: {أَنْ،} والفاعل مستتر تقديره: «نحن»، (وها): مفعول به، و {أَنْ نَبْرَأَها} في تأويل مصدر في محل جر بإضافة قبل إليه.
{أَنْ:} حرف مشبه بالفعل. {ذلِكَ:} اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم {أَنْ،} واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له. {عَلَى اللهِ:} متعلقان بما بعدهما.
{يَسِيرٌ:} خبر {أَنْ،} والجملة الاسمية ابتدائية، أو مستأنفة، أو تعليلية، لا محل لها على جميع الاعتبارات.
{لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (٢٣)}
الشرح: {لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ} أي: أعلمناكم بتقدم علمنا، وسبق كتابتنا للأشياء قبل وجودها، وقبل إظهارها لكم. وأخبرناكم بتقديرنا الأمور قبل وجودها؛ لتعلموا علما يقينيا: أن