للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: المنهمر: الغزير المتدفق، قال امرؤ القيس يصف غيثا: [الرمل] راح تمريه الصّبا ثمّ انتحى... فيه شؤبوب جنوب منهمر

الإعراب: {فَدَعا:} (الفاء): حرف عطف. (دعا): فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى {نُوحٍ} تقديره: «هو»، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {رَبَّهُ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. {أَنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمه. {مَغْلُوبٌ:} خبر (أنّ)، ونائب فاعله تقديره: «أنا»، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: بأني، والجار والمجرور متعلقان بالفعل (دعا). هذا؛ وقرئ بكسر الهمزة على إضمار القول؛ أي: فقال: إني مغلوب، أو هو على إجراء الدعاء مجرى القول، وهو مذهب الكوفيين.

{فَانْتَصِرْ:} (الفاء): هي الفصيحة. (انتصر): فعل دعاء، والفاعل مستتر تقديره: «أنت»، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها جواب لشرط غير جازم، التقدير: وإذا كان ما ذكر حاصلا، وواقعا؛ فانتصر لي. {فَفَتَحْنا:} فعل ماض مبني على السكون لاتصاله ب‍: (نا)، و (نا) ضمير متصل في محل رفع فاعل، هذا هو الإعراب المتعارف عليه في مثل هذا اللفظ، والإعراب الحقيقي أن تقول: مبني على فتح مقدر على آخره، منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة. وقل مثله في إعراب كل ماض اتصل به ضمير رفع متحرك، مثل فتحت وفتحن، ويقال اختصارا: فعل، وفاعل. {أَبْوابَ:} مفعول به، وهو مضاف، و {السَّماءِ} مضاف إليه، {بِماءٍ:} متعلقان بما قبلهما. وقيل: متعلقان بمحذوف حال. {مُنْهَمِرٍ:} صفة (ماء)، وجملة: {فَفَتَحْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (١٢) وَحَمَلْناهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ (١٣)}

الشرح: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً} أي: وجعلنا الأرض كلها عيونا تسيل بالماء، فقد أوحى الله إلى الأرض، أن تخرج ماءها، فتفجرت بالعيون. {فَالْتَقَى الْماءُ} أي: ماء السماء، وماء الأرض. {عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ} أي: على مقدار لم يزد أحدهما على الاخر، حكاه ابن قتيبة.

وقيل: المعنى قضي عليهم. قال قتادة: قدر لهم إذا كفروا أن يغرقوا. هذا؛ والالتقاء إنما يكون بين اثنين فصاعدا، وساغ ذلك في الاية الكريمة؛ لأن الماء يكون جمعا، وواحدا. وقيل:

لأنهما لما اجتمعا صارا ماء واحدا، وقرأ الجحدري: «(الماآن)» وهي قراءة غير سبعية. وقيل:

كان ماء السماء باردا مثل الثلج، وماء الأرض كان حارا مثل الحميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>