للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اعتبار (ما) مصدرية تؤوّل مع الفعل بمصدر، والمصدر يؤوّل باسم مفعول، التقدير: ومملوك أيمانكم.

{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمها. {لا:} نافية. {يُحِبُّ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى: {اللهَ}. والجملة الفعلية في محل رفع خبر: {إِنَّ،} والجملة الاسمية مفيدة للتعليل، لا محلّ لها، والمعلّل محذوف؛ إذ التقدير: لا تفتخروا على هؤلاء؛ لأنّ الله... إلخ. {مَنْ:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به.

{كانَ:} فعل ماض ناقص، واسمه يعود إلى: {مَنْ} وهو العائد، أو الرابط. {مُخْتالاً:}

خبر: {كانَ}. {فَخُوراً:} خبر ثان لها، والجملة الفعلية صلة: {مَنْ} أو صفتها.

{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً (٣٧)}

الشرح: قال الخازن-رحمه الله تعالى-: نزلت الآية الكريمة في اليهود الذين بخلوا ببيان صفة النبي صلّى الله عليه وسلّم فكتموها، وعلى هذا يكون المراد بالبخل: كتمان العلم. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-: نزلت في جماعة من اليهود كانوا يأتون رجالا من الأنصار، ويقولون لهم: لا تنفقوا أموالكم، فإنا نخشى عليكم الفقر، ولا تدرون ما يكون. وقيل: يحتمل أن يكون المراد بالبخل: كتمان العلم، ومنع المال؛ لأنّ البخل في كلام العرب منع السّائل من فضل ما لديه، وإمساك المقتنيات. وفي الشّرع: البخل عبارة عن إمساك الواجب، ومنعه. وإذا كان كذلك؛ أمكن حمله على منع المال، ومنع العلم. ولا بأس به، وبالإضافة لما ذكرته بشأن البخل، والشح في الآية رقم [١٨٠] من سورة (آل عمران) أذكر هنا ما يلي:

فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا يجتمع غبار في سبيل الله، ودخان جهنّم في جوف عبد أبدا. ولا يجتمع شحّ، وإيمان في قلب عبد أبدا». رواه النّسائيّ، وغيره. وعن الحسن البصري-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا أراد الله بقوم خيرا؛ ولّى أمرهم الحكماء، وجعل المال عند السّمحاء. وإذا أراد الله بقوم شرّا؛ ولّى أمرهم السّفهاء وجعل المال عند البخلاء». رواه أبو داود في مراسيله.

وعن جابر بن عبد الله-رضي الله عنهما-، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، عن جبريل-عليه السّلام-عن الله تعالى قال: «إنّ هذا دين ارتضيته لنفسي، ولن يصلح له إلاّ السّخاء، وحسن الخلق، فأكرموه بهما ما صحبتموه». رواه الطّبراني في الأوسط. وقال عليّ-كرّم الله وجهه-: إذا أقبلت عليك الدنيا؛ فأنفق منها، فإنّها لا تفنى، وإذا أدبرت عنك؛ فأنفق منها، فإنّها لا تبقى، وأنشد: [البسيط]

<<  <  ج: ص:  >  >>