للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا محل لها مثلها، و {إِذا} ومدخولها صلة الموصول لا محل له. {وَكانَ:} الواو: حرف استئناف. (كان): فعل ماض ناقص، واسمها ضمير مقدر فيها، أي: كان الإنفاق، دل عليه الكلام السابق. {بَيْنَ:} ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر أول ل‍ (كان)، و {قَواماً} خبر ثان، أو هو حال من الضمير المستتر في متعلق: {بَيْنَ،} فهو حال مؤكدة، وأجاز الفراء أن تكون {بَيْنَ} اسم (كان) مبني على الفتح مثل قوله تعالى: {وَمِنّا دُونَ ذلِكَ} الآية رقم [١١] من سورة (الجن) ف‍ {دُونَ} مفتوح وهو مبتدأ، وإنما جاز ذلك؛ لأن هذه الألفاظ كثر استعمالها بالفتح، فتركت على حالها في موضع الرفع، وكذلك يقول في قوله تعالى: {لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ} الآية رقم [٩٤] من سورة (الأنعام) وهو مرفوع بالفعل: {تَقَطَّعَ،} لكنه ترك مفتوحا لكثرة وقوعه كذلك، وخالفه البصريون في ذلك. انتهى. من قول مكي بن أبي طالب القيسي. هذا؛ وقد قرئ في سورة (الأنعام) بالرفع، وفسر بالوصل، انظر شرح الآية في محلها من سورة (الأنعام)، و {بَيْنَ} مضاف، و {ذلِكَ} اسم إشارة مبني على السكون في محل جر بالإضافة، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، وجملة: {وَكانَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، وقيل: معطوفة على ما قبلها، وقيل: في محل نصب حال، ولا وجه لهما البتة.

{وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (٦٨)}

الشرح: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ..}. إلخ: قال البيضاوي-رحمه الله تعالى-: نفى الله عن عباده المؤمنين أمهات المعاصي بعد أن أثبت لهم أصول الطاعات إظهارا لكمال إيمانهم، وإشعارا بأن الأجر المذكور موعود للجامع بين ذلك، أي: فعل الطاعات، وترك المنهيات، وتعريضا للكفرة بأضداد ذلك، أي إنهم جمعوا بين ترك الطاعات والمأمورات، وفعل المنهيات، ولذلك عقبه بالوعيد تهديدا لهم، فعن عبد الله بن مسعود-رضي الله عنه-قال: قلت: يا رسول الله! أيّ الذنب أكبر عند الله؟ قال: «أن تدعو لله ندّا، وهو خلقك». قلت: ثم أيّ؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك». قلت: ثم أي؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك». فأنزل الله تصديقه الآية الكريمة {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ..}. إلخ. أخرجه مسلم. وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-أن ناسا من أهل الشرك قتلوا، فأكثروا، وزنوا، فأكثروا، فأتوا النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالوا: إن الذي تقول، وتدعو إليه لحسن، وهو يخبرنا بأن لما عملنا كفارة، فنزلت الآية الكريمة: {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ..}.

إلخ، ونزل قوله تعالى: {قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ..}. إلخ الآية رقم [٥٣] من سورة (الزمر) انظر شرحها، وتفسيرها، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٤٨] من سورة (النساء) تجد ما يسرك، ويثلج صدرك.

<<  <  ج: ص:  >  >>