للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتقدمها عليها، وقد رأيته كثيرا، وعلى المعنى الثاني، فهو مبني على السكون في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف خبر {يَكُونُ} على نقصانه، ومتعلق به على تمامه.

{لِي:} متعلقان بمحذوف خبر {يَكُونُ} تقدم على اسمه، وذلك على الوجه الأول: في {أَنّى} أو هما متعلقان بمحذوف حال من غلام، وذلك على الوجه الثاني: في {أَنّى} وأيضا على اعتبار {يَكُونُ} تاما. {غُلامٌ:} اسم {يَكُونُ} أو هو فاعل به، وجملة: {أَنّى يَكُونُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{وَكانَتِ:} الواو: واو الحال. (كانت): ماض ناقص، والتاء للتأنيث. {اِمْرَأَتِي:} اسم (كان) مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة. {عاقِراً:} خبر (كان)، والجملة الفعلية في محل نصب حال من ياء المتكلم، والرابط: الواو، والضمير؛ و «قد» قبلها مقدرة. {وَقَدْ:}

الواو: حرف عطف. (قد): حرف تحقيق يقرب الماضي من الحال. {بَلَغْتُ:} فعل، وفاعل.

{مِنَ الْكِبَرِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو بمحذوف حال من {عِتِيًّا} على نحو ما رأيت في الآية رقم [٤] {عِتِيًّا:} مفعول به. وقيل: هو مصدر مؤكد لمعنى الفعل؛ لأن بلوغ الكبر في معناه. وقيل: هو مصدر في موضع الحال من فاعل {بَلَغْتُ؛} أي: عاتيا، أو ذا عتو. وقيل:

هو تمييز، وعلى هذه الأوجه الثلاثة ف‍ {مِنَ} مزيدة. ذكره أبو البقاء، والأول: هو الأوجه. انتهى جمل نقلا عن السمين. وقد تصرفت فيه، وجملة: {وَقَدْ بَلَغْتُ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب حال مثلها. هذا؛ والكلام: {رَبِّ..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالَ كَذلِكَ قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً (٩)}

الشرح: {قالَ} أي: الله بدليل الكلام السابق، أو جبريل عليه السّلام هو القائل بدليل قوله تعالى بسورة (آل عمران): {فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ..}. إلخ الآية رقم [٣٩] {قالَ رَبُّكَ هُوَ} أي: خلق الولد من أبوين هرمين {عَلَيَّ هَيِّنٌ} أي: لا أحتاج فيما أريد أن أفعله إلى الأسباب بأن أرد عليك قوة الجماع، وأفتق رحم امرأتك؛ حتى يصلح للعلوق، والحمل، وقد قال تعالى في سورة (الأنبياء):

{وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ}. {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ} أي: من قبل خلق يحيى. {وَلَمْ تَكُ شَيْئاً} أي:

كنت في العدم وغير موجود في هذه الدنيا. هذا؛ وقد قرئ: «(وقد خلقناك)» بنون العظمة.

بعد هذا فأصل {هَيِّنٌ} هيون، فقل في إعلاله: اجتمعت الواو، والياء وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء. وقل مثله في إعلال: سيد، وميت، ونحو ذلك، و {خَلَقْتُكَ} أصله: «تكون» فلما دخل الجازم صار: «لم تكون» فحذفت الواو لالتقاء

<<  <  ج: ص:  >  >>