للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يحيى بالسبابة. وعن سهل بن سعد-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لو كانت الدّنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء». رواه ابن ماجه، والترمذي.

وقال مالك بن دينار-رحمه الله تعالى-: لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن يؤثر خزف يبقى على ذهب يفنى، فكيف؛ والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى؟! هذا؛ والأحاديث في ذم الدنيا كثيرة مشهورة في كتاب:

«الترغيب والترهيب». للحافظ المنذري، وغيره.

الإعراب: {بَلْ:} حرف عطف، وإضراب. {تُؤْثِرُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا. {الْحَياةَ:} مفعول به.

{الدُّنْيا:} صفة {الْحَياةَ} منصوب مثله، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف للتعذر.

{وَالْآخِرَةُ:} (الواو): واو الحال. (الآخرة): مبتدأ. {خَيْرٌ:} خبر المبتدأ، والجملة الاسمية في محل نصب حال من الحياة الدنيا، والرابط: الواو، وضمير مقدر ب‍: خير منها. {وَأَبْقى:}

الواو: حرف عطف. (أبقى): معطوف على ما قبله مرفوع مثله، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر.

{إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩)}

الشرح: {إِنَّ هذا} أي: الذي ذكر من قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ..}. إلخ. وهو أربع آيات.

{صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى:} يعني الكتب المنزلة عليهما، ولم يرد: أن هذه الألفاظ بعينها في تلك الصحف، وإنما هو على المعنى؛ أي: إن معنى هذا الكلام وارد في تلك الصحف، واستدل الحنفية بذلك على جواز قراءة القرآن بالفارسية في الصلاة؛ لأنه جعله مذكورا في تلك الصحف مع أنه لم يكن فيها بهذا النظم، وبهذه اللغة.

هذا؛ وروي عن أبي ذر-رضي الله عنه-أنه سأل النبي صلّى الله عليه وسلّم كم أنزل الله من كتاب؟: فقال:

«مئة وأربعة كتب، منها على آدم عشر صحف، وعلى شيث خمسون صحيفة، وعلى أخنوخ (وهو: إدريس) ثلاثون صحيفة، وعلى إبراهيم عشر صحائف، والتوراة، والإنجيل، والزبور، والفرقان». والمحفوظ زيادة على ذلك: عشر صحائف أنزلت على موسى، فيكون المجموع مئة وأربع عشرة بعدد سور القرآن الكريم.

فعن أبي ذر-رضي الله عنه-قال: دخلت المسجد، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إن للمسجد تحية». فقلت: وما تحيته يا رسول الله؟! قال: «ركعتان تركعهما». قلت: يا رسول الله! هل أنزل الله عليك شيئا مما كان في صحف إبراهيم، وموسى؟ قال: «يا أبا ذر! اقرأ: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى..}. إلى {صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى»}. قلت: يا رسول الله! فما كانت صحف موسى؟ قال:

<<  <  ج: ص:  >  >>