«كانت عبرا كلها، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح؟ وعجبت لمن أيقن بالنّار كيف يضحك؟! وعجبت لمن رأى الدنيا، وتقلبها بأهلها كيف يطمئنّ إليها؟! وعجبت لمن أيقن بالقدر، ثم يغضب؟! وعجبت لمن أيقن بالحساب، ثم لا يعمل؟!». قال: قلت: يا رسول الله! فما كانت صحف إبراهيم؟ قال:«كانت أمثالا كلّها: أيها الملك المتسلّط، المبتلى المغرور، إني لم أبعثك؛ لتجمع الدنيا بعضها على بعض، ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم، فإني لا أردها، ولو كانت من فم كافر. وكان فيها أمثال: وعلى العاقل أن يكون له ثلاث ساعات:
ساعة يناجي فيها ربه، وساعة يحاسب فيها نفسه، يفكر فيها في صنع الله، عزّ وجلّ، وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم، والمشرب. وعلى العاقل ألاّ يكون ظاعنا إلا في ثلاث: تزود لمعاد، ومرمّة لمعاش، ولذة في غير محرم. وعلى العاقل أن يكون بصيرا بزمانه، مقبلا على شأنه، حافظا للسانه، ومن عدّ كلامه من عمله؛ قلّ كلامه إلا فيما يعنيه». أخرج هذا الحديث رزين في كتابه. وذكره ابن الأثير في كتابه جامع الأصول، ولم يعلّم عليه شيئا.
الإعراب:{إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب اسم {إِنَّ،} والهاء حرف تنبيه، لا محل له. {لَفِي:}(اللام): هي المزحلقة. (في الصحف): متعلقان بمحذوف خبر {إِنَّ}. {الْأُولى:} صفة ل: {الصُّحُفِ}. {صُحُفِ:} بدل مما قبله، وهو مضاف، و {إِبْراهِيمَ:} مضاف إليه. {وَمُوسى:} الواو: حرف عطف. (موسى):
معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية:{إِنَّ هذا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وسلم.