للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[سورة الممتحنة]

بسم الله الرّحمن الرّحيم سورة (الممتحنة) مدنية في قول الجميع، وهي ثلاث عشرة آية، وثلاثمئة وثمان وأربعون كلمة، وألف وخمسمئة وعشرة أحرف. هذا؛ والممتحنة بكسر الحاء معناها: المختبرة، أضيف الفعل إليها مجازا، كما سميت سورة (براءة) المبعثرة، والفاضحة؛ لما كشفت من عيوب المنافقين. ومن قال في هذه السورة (الممتحنة) بفتح الحاء، فإنّه أضافها إلى المرأة التي نزلت فيها، وهي أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط. قال الله تعالى: {فَامْتَحِنُوهُنَّ..}. إلخ الاية رقم [١٠] وهي امرأة عبد الرحمن بن عوف-رضي الله عنه-ولدت له إبراهيم بن عبد الرحمن. انتهى.

قرطبي.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَاِبْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١)}

الشرح: سبب نزول هذه الاية ذكره الإمام علي-رضي الله عنه-بقوله: بعثني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنا، والزبير، والمقداد، فقال: «انطلقوا؛ حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة، معها كتاب، فخذوه منها». قال: فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا، حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي كتاب، فقلنا: لتخرجن الكتاب، أو لتلقين الثياب! فأخرجته من عقاصها، فأتينا به النبي صلّى الله عليه وسلّم فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين من أهل مكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلّى الله عليه وسلّم.

فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «يا حاطب ما هذا؟!». فقال: يا رسول الله! لا تعجل عليّ، إني كنت امرآ ملصقا في قريش، ولم أكن من أنفسهم، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم، وأموالهم بمكة، فأحببت؛ إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلته كفرا، ولا ارتدادا عن ديني، ولا أرضى بالكفر بعد الإسلام. فقال رسول

<<  <  ج: ص:  >  >>