هذا؛ وفي رواية: المقيت بدل: المغيث. وفسر بالمقتدر، فيرجع لمعنى القادر. قال تعالى في سورة (النساء) رقم [٨٥]: {وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً} وقيل: معناه: من شاهد النجوى، فأجاب وعلم، فكشف واستجاب فيرجع إلى معنى (المغيث).
وقول الرسول صلّى الله عليه وسلّم (من أحصاها) قال الإمام النووي-رحمه الله تعالى-: معناه: من حفظها. هكذا فسره البخاري، والأكثرون، ويؤيده: أن في رواية الصحيح: «من حفظها دخل الجنّة». وقيل: معناه: من عرف معانيها، وآمن بها. وقيل: معناه: من أحصاها بحسن الرعاية لها، والتخلق بما يمكنه من العمل بمعانيها.
تنبيه: هناك أسماء مشهورة لم تذكر بين أسماء الله الحسنى، مثل:(المعطي، الجواد، الستار، الساتر، الحنّان، المنّان) وعند التأمل تجد: أن هذه الأسماء تعود معانيها إلى بعض الأسماء المذكورة، مثلا: المعطي، والجواد يعود معناهما إلى الوهاب. والحنان، والمنان يعود معناهما إلى الرؤوف. والستار، والساتر يعود معناهما إلى العفو. وخذ ما يلي:
«اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض فيّ حكمك، عدل فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور بصري، وجلاء حزني، وذهاب همي». فهذا دعاء مأثور، فلعل الأسماء المذكورة هي مما علمه الله بعض العباد فنطقوا به بإلهام منه جل ذكره، وتقدست أسماؤه. وهناك أسماء كثيرة استأثر الله بها، فلم يعلمها أحدا من خلقه.
الإعراب:{هُوَ اللهُ:} مبتدأ، وخبر. {الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ:} خبر ثان، وثالث، أو هما خبران لمبتدأين محذوفين. {اللهُ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. {الْأَسْماءُ:} مبتدأ مؤخر، والجملة الاسمية في محل رفع خبر رابع للمبتدأ الأول. {يُسَبِّحُ:} فعل مضارع.
{اللهُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {ما:} اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر خامس، أو هي مستأنفة، وهو أقوى. {فِي السَّماواتِ:}
متعلقان بمحذوف صلة الموصول. {وَالْأَرْضِ:} معطوف على ما قبله، والجملة الاسمية:{وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} في محل نصب حال من الضمير المجرور محلا باللام، والرابط: الواو، والضمير، وإن اعتبرتها مستأنفة؛ فلا محل لها. تأمل، وتدبر، وربك أعلم، وأجل، وأكرم، وصلّى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.