يقول: تقدر ما تقدر ثم تفريه؛ أي: تمضيه على وفق تقديرك، وغيرك يقدر ما لا يتم له، ولا يقع فيه مراده، إما لقصوره في تصور تقديره، أو لعجزه عن تمام مراده. {الْبارِئُ:} المنشئ المخترع. وقيل: مأخوذ من البرء، وأصله: خلوص الشيء عن غيره، إما على سبيل التقصي منه، ومنه قولهم: برئ فلان من مرضه، أو المديون من دينه، وإما على سبيل الإنشاء منه، ومنه برأ الله النسمة، وهو البارئ لها.
{الْمُصَوِّرُ:} المبدع لصور المخترعات، ومزيناها، ومرتبها. وقيل: المصور الذي سوى قامتك، وعدل خلقتك. قال تعالى في سورة (التين): {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} وقيل:
معنى التصوير: التخطيط، والتشكيل. قال النابغة:[المنسرح] الخالق البارئ المصوّر في ال... أرحام ماء حتّى يصير دما
{لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} أي: لله الأسماء الحسنى، ومعنى كونها أحسن الأسماء: أنها مشتملة على معاني التقديس، والتعظيم، والتمجيد، وعلى صفات الجلال، والجمال. و {الْحُسْنى:}
مؤنث الأحسن؛ الذي هو أفعل تفضيل، لا مؤنث أحسن المقابل لامرأة حسناء. والحسنى: ضد السوأى، وقد وصف الجمع الذي لا يعقل بما توصف به الواحدة، كقوله تعالى حكاية عن قول موسى-على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام-: {وَلِيَ فِيها مَآرِبُ أُخْرى} وهو فصيح، ولو جاء على المطابقة للجمع، لكان التركيب الحسن على وزن الاخر. كقوله تعالى:{فَعِدَّةٌ مِنْ أَيّامٍ أُخَرَ؛} لأن جمع ما لا يعقل يخبر عنه، ويوصف بوصف المؤنثات، وإن كان المفرد مذكرا، وخذ ما يلي:
فعن أبي هريرة-رضي الله عنه-عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:«إنّ الله عزّ وجلّ تسعة وتسعين اسما، مئة إلا واحدا-إنه وتر يحبّ الوتر-من أحصاها دخل الجنّة. وهي: هو الله الذي لا إله إلا هو، الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السّلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح، العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم، العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ، المغيث، الحسيب، الجليل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحكيم، الودود، المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي، المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الاخر، الظاهر، الباطن، الوالي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرؤوف، مالك الملك، ذو الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المانع، الضار، النافع، النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور» رواه الطبراني في جامعه.