للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البناء للمعلوم فالفاعل يعود إلى (الله)، والجار والمجرور متعلقان بالفعل قبلهما، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {يُقاتَلُونَ:} مضارع مرفوع على القراءتين، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعل، أو نائب فاعل، وعلى الأول فالمفعول به محذوف، التقدير: يقاتلون أعداءهم.

{بِأَنَّهُمْ:} الباء: حرف جر، (أنهم): حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه. {ظُلِمُوا:} ماض مبني للمجهول، والواو نائب فاعل، والألف للتفريق، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بالفعل {أُذِنَ}.

{وَإِنَّ:} الواو: حرف استئناف. (إنّ): حرف مشبه بالفعل. {اللهَ:} اسمه. {عَلى نَصْرِهِمْ:}

متعلقان ب‍: (قدير) بعدهما، والهاء في محل جر بالإضافة، من إضافة المصدر لمفعوله، وفاعله محذوف. {لَقَدِيرٌ:} خبر (إنّ)، واللام هي المزحلقة، والجملة الاسمية: {وَإِنَّ اللهَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها، أو هي في محل نصب حال من واو الجماعة، والرابط: الواو، والضمير.

{الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ وَمَساجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اِسْمُ اللهِ كَثِيراً وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (٤٠)}

الشرح: {الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ:} هم المهاجرون من أهل مكة، خرجوا مكرهين من ديارهم بسبب مضايقة المشركين لهم. وقد استدل بهذه الآية وأمثالها على جواز بيع دور مكة، وإجارتها، كما رأيت في الآية رقم [٢٥]. {بِغَيْرِ حَقٍّ} أي: بغير موجب استحقوا به الإخراج من ديارهم. {إِلاّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ:} هذا هو السبب الوحيد في إخراجهم من ديارهم، وهو التوحيد، والإيمان بالله، ورسوله، ونبذ عبادة الأوثان. وهذا ينبغي أن يكون سبب التمكين، وموجبه لا موجب الإخراج، وما أشبه هذا بقول السحرة لفرعون: {وَما تَنْقِمُ مِنّا إِلاّ أَنْ آمَنّا بِآياتِ رَبِّنا لَمّا جاءَتْنا} وقوله تعالى: {وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاّ أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ،} وذكرته في سورة (الأعراف)، وسأذكره في سورة (البروج) إن شاء الله تعالى؛ لأنه مدح بما يشبه الذم.

{وَلَوْلا دَفْعُ اللهِ النّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ} أي: لولا ما شرعه الله تعالى للأنبياء، والمؤمنين من قتال الأعداء؛ لا ستولى أهل الشرك، والضلال، وعطلوا ما بيّنته أرباب الديانات من مواضع العبادات، ولكنه دفع ذلك بأن أوجب الجهاد؛ ليتفرغ أهل الدين للعبادة، فالجهاد أمر متقدم في الأمم، ومستمر إلى يوم القيامة، وبه صلحت، وتصلح الشرائع، وتثبت أمور العبادات، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢٥٠] من سورة (البقرة).

{لَهُدِّمَتْ:} خربت، وأزيلت، ويقرأ بالتشديد، والتخفيف. {صَوامِعُ:} هي معابد الرهبان المتخذة في الجبال، والوديان، جمع: صومعة. {وَبِيَعٌ:} هي معابد النصارى، وكنائسهم في

<<  <  ج: ص:  >  >>