عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك». رواه أبو داود، والترمذي. وعن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما-. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب، وإنّ أبعد الناس من الله القلب القاسي». رواه الترمذي، والبيهقي. وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-: أنه سمع النبي صلّى الله عليه وسلّم يقول: «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبيّن فيها يزلّ بها في النار أبعد ما بين المشرق، والمغرب». رواه البخاري، ومسلم، وغيرهما.
الإعراب:{أَلَمْ:}(الهمزة): حرف استفهام وتقرير. (لم): حرف نفي، وقلب، وجزم.
{نَجْعَلْ:} فعل مضارع مجزوم ب: (لم)، والفاعل مستتر تقديره:«نحن». {لَهُ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {عَيْنَيْنِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة؛ لأنه مثنى، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها.
{وَلِساناً وَشَفَتَيْنِ:} معطوفان على {عَيْنَيْنِ} منصوبان مثله. {وَهَدَيْناهُ:} الواو: حرف عطف.
(هديناه): فعل، وفاعل، ومفعول به أول، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {النَّجْدَيْنِ:}
الشرح:{فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ:} فهلا الذي أنفق ماله في عداوة النبي صلّى الله عليه وسلّم، هلا أنفقه فيما ينجيه يوم القيامة من عذاب الله، وسخطه. والاقتحام: الدخول في الأمر الشديد. قال محيي السنة:
ذكر العقبة هاهنا مثل ضربه الله لمجاهدة النفس، والهوى، والشيطان في أعمال البر، فجعله كالذي يتكلف صعود العقبة. وقال صاحب الفرائد: هذا تنبيه على أن النفس لا توافق صاحبها في الإنفاق لوجه الله ألبتة، فلا بد من التكليف، وتحمّل المشقة، والذي توافقه النفس هو الافتخار، والمراءاة، والعقبة في الأصل: الطريق الصعب في الجبل، واقتحامها مجاوزتها، وقد استعيرت هنا للأعمال الصالحة؛ لأنها تصعب، وتشق على النفوس، ففيه استعارة تبعية. وعن أبي الدرداء-رضي الله عنه-قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ بين أيديكم عقبة كؤودا، لا ينجو منها إلاّ كلّ مخفّ». رواه البزار بإسناد حسن، فالعقبة في هذا الحديث مستعارة لأهوال يوم القيامة، وأهمها: الجواز على الصراط. وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:«لا يخرج رجل شيئا من الصّدقة؛ حتى يفكّ عنها لحيي سبعين شيطانا». أخرجه الإمام أحمد عن بريدة-رضي الله عنه-.
هذا؛ وقال الفراء والزجاج: وذكر (لا) مرة واحدة، والعرب لا تكاد تفرد (لا) مع الفعل الماضي في مثل هذا الموضع؛ حتى يعيدوها في كلام آخر، كقوله تعالى في سورة (القيامة) رقم [٣١]: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلّى،} وقوله تعالى في كثير من السور: {وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ} وإنما أفردوها لدلالة آخر الكلام على معناه، فيجوز أن يكون قوله الآتي:{ثُمَّ كانَ مِنَ الَّذِينَ}