للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرحمة؛ إن تبتم، ورجعتم إلى الله، وعبادته، وترك عبادة الأوثان، والأصنام. وانظر العجلة في الآية رقم [٢٠٤] من سورة (الشعراء).

الإعراب: {قالَ:} فعل ماض، والفاعل يعود إلى صالح تقديره: «هو». (يا): أداة نداء تنوب مناب أدعو. (قوم): منادى منصوب، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف، والياء المحذوفة في محل جر بالإضافة، وحذف الياء هذه إنما هو بالنداء خاصة؛ لأنه لا لبس فيه، ومنهم من يثبت الياء ساكنة فيقول: يا قومي، ومنهم من يثبتها ويحركها بالفتحة، فيقول: يا قومي، ومنهم من يقلبها ألفا بعد فتح ما قبلها، فيقول: يا قوما. ومنهم من يحذف الياء بعد قلبها ألفا، وإبقاء الفتحة على الميم دليلا عليها، فيقول: يا قوم، ويزاد لغة سادسة، وهي لغة القطع، فتقول: يا قوم، {لِمَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل بعدهما، و (ما): اسم استفهام مبني على السكون في محل جر باللام، وحذفت ألفها للفرق بين الخبر والاستخبار كما رأيت في الآية رقم [٣٥]، {تَسْتَعْجِلُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون؛ لأنه من الأفعال الخمسة، والواو فاعله. {بِالسَّيِّئَةِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {قَبْلَ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله، أو هو متعلق بمحذوف حال من السيئة.

و {قَبْلَ} مضاف، و {الْحَسَنَةِ} مضاف إليه. {لَوْلا:} حرف تحضيض. {تَسْتَغْفِرُونَ:} فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله. {اللهَ:} مفعول به منصوب على التعظيم. {لَعَلَّكُمْ:}

حرف مشبه بالفعل، والكاف اسمها. {تُرْحَمُونَ:} فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع... إلخ، والواو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (لعل)، والجملة الاسمية: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} تعليل للحض على الاستغفار، والكلام: {يا قَوْمِ..}. إلخ كله في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{قالُوا اِطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (٤٧)}

الشرح: {قالُوا} أي: مجيبين لصالح، على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. {اِطَّيَّرْنا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ:} تشاءمنا بك، وبمن معك؛ إذ تتابعت علينا الشدائد، وكانوا قد قحطوا، وجاعوا، وكذلك ما أصابهم من التفرق بسبب من آمن مع صالح. {قالَ طائِرُكُمْ عِنْدَ اللهِ} أي:

سبب خيركم، وشركم عند الله، وهو حكمه، ومشيئته، أو سبب شؤمكم عند الله، وهو أعمالكم المكتوبة عنده، فإنها هي التي ساقت لكم ما يسوءكم. وقال ابن عباس-رضي الله عنهما-:

طائرهم: ما قضي لهم، وقدر عليهم. انتهى. هذا؛ وقد سمي ما قضي عليهم بذلك؛ لأنه لا شيء أسرع من نزول القضاء المحتوم. وقيل: طائركم: عملكم عند الله، سمي طائرا لسرعة صعوده إلى السماء، وقد استعير الطائر لما كان سبب الخير والشر من قدر الله، وقسمته، أو من عمل العبد الذي هو السبب في الرحمة، والنقمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>