للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تكون «قد» قبلها ظاهرة أو مقدرة، وتقدير «قد» قبلها هنا غير جيد معنى. {هذا:} اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ، والهاء حرف تنبيه لا محل لها. {رَبِّي:} خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة، والياء في محل جر بالإضافة، والجملة الاسمية: {هذا رَبِّي} في محل نصب مقول القول، والجملة الفعلية: {قالَ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها على اعتبار جملة: {رَأى كَوْكَباً} جواب (لما)، وهي جواب (لما) على اعتبار تلك في محل نصب حال من الضمير المجرور محلاّ ب‍: «على»، وقد رأيت ضعفه، و (لما) ومدخولها. قيل بعطفه على جملة: {قالَ إِبْراهِيمُ..}. إلخ فتكون الآية السابقة معترضة بين المتعاطفين. وقيل: معطوفة على الآية السابقة لا محل لها، ورجح الجمل الأول، وأرجح الثاني. وانظر الوجه الخامس من الشرح يظهر لك ذلك. {فَلَمّا أَفَلَ:} إعرابه مثل سابقه. {لا:} نافية. {أُحِبُّ} مضارع، والفاعل مستتر تقديره:

«أنا». {الْآفِلِينَ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الياء؛ لأنه جمع مذكر سالم... إلخ، والجملة الفعلية: {لا أُحِبُّ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ جواب (لما) لا محل لها، و (لما) ومدخولها كلام مستأنف لا محل له، أو هو معطوف على ما قبله على الوجهين المعتبرين فيه.

{فَلَمّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي فَلَمّا أَفَلَ قالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضّالِّينَ (٧٧)}

الشرح: {بازِغاً:} طالعا؛ إذ البزوغ: الطلوع، وبزغ، يبزغ من باب: نصر، يستعمل لازما، ومتعديا، يقال: بزغ البيطار الدابة، أي: أسال دمها، فبزغ هو، أي: سال، هذا هو الأصل، ثم قيل لكل بزوغ: طلع، ومنه: بزغ ناب الصبي، والبعير تشبيها بذلك انتهى جمل نقلا عن السمين.

{قالَ هذا رَبِّي:} انظر الآية السابقة. {أَفَلَ:} غاب. {لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي} أي: إن لم يثبتني ربي على الهدى. وليس المراد: أنه لم يكن مهتديا؛ لأن الأنبياء لم يزالوا على الهداية من أول الفطرة.

{لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضّالِّينَ} أي: الكافرين. فيه تعريض لقومه بأنهم على ضلال.

قال البيضاوي: استعجز إبراهيم نفسه، واستعان بربه في درك الحق، فإنه لا يهتدي إليه إلا بتوفيقه، إرشادا لقومه، وتنبيها لهم على أن القمر أيضا لتغير حاله، لا يصالح للألوهية، وأن من اتخذه إلها فهو ضال. انتهى.

الإعراب: {فَلَمّا رَأَى الْقَمَرَ بازِغاً قالَ هذا رَبِّي:} إعراب هذا الكلام مثله في الآية السابقة.

و {بازِغاً:} حال من {الْقَمَرَ} ولا يصح اعتباره مفعولا ثانيا؛ لأن {رَأَى} بصرية، وليست علمية، والكلام معطوف على ما قبله، أو هو مستأنف لا محل له. {فَلَمّا أَفَلَ قالَ..}. إلخ:

<<  <  ج: ص:  >  >>