للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تنصب ثلاثة مفاعيل، وقد يجيء الفعل منه غير مضمن معنى: أعلم، فيتعدى لواحد بنفسه، وللآخر بحرف الجر، كما في قوله تعالى: {وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللهُ بِما كانُوا يَصْنَعُونَ}.

الإعراب: {نَتْلُوا:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {عَلَيْكَ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {مِنْ نَبَإِ:}

جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وهما في محل نصب مفعول به؛ لأن {مِنْ} بمعنى بعض، والأخفش يعتبر {مِنْ} زائدة، و {نَبَإِ} مفعولا به، وقيل: المفعول محذوف، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف صفة له، التقدير: نتلو عليك شيئا كائنا من نبأ موسى. و {نَبَإِ} مضاف، و {مُوسى} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف للتعذر. (فرعون): معطوف على {مُوسى} مجرور مثله، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة؛ لأنه ممنوع من الصرف للعلمية، والعجمة. {بِالْحَقِّ:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من فاعل: {نَتْلُوا} المستتر؛ أي: محقين، أو من: {نَبَإِ مُوسى} أي: ملتبسا بالحق. {لِقَوْمٍ:} متعلقان بالفعل {نَتْلُوا،} وجملة: {يُؤْمِنُونَ} مع المتعلق المحذوف في محل جر صفة: (قوم)، وجملة:

{نَتْلُوا..}. إلخ ابتدائية، أو مستأنفة، لا محل لها.

{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (٤)}

الشرح: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ} أي: استكبر وطغى وتجبر، وادعى الربوبية.

و {الْأَرْضِ} أرض مصر. {وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً} أي: فرقا؛ يشيعونه فيما يريد، أو يشيع بعضهم بعضا في طاعته، أو أصنافا في استخدامه، استعمل كل صنف في عمل، أو أحزابا بأن أغرى بينهم العداوة كيلا يتفقوا عليه. {يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ:} يستذلها، ويستعبدها، والمراد: بنو إسرائيل. {يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ:} سمي هذا استضعافا؛ لأنهم عجزوا، وضعفوا عن دفعه عن أنفسهم، فكان يذبح الصبيان الذكور، ويترك البنات أحياء، وسبب ذلك: أن فرعون رأى في منامه رؤيا أفزعته، فعبرها له الكهنة بأن مولودا يولد في بني إسرائيل، يكون ذهاب ملك فرعون على يديه.

قال الزمخشري: وفيه دليل على ثخانة حمق فرعون فإنّه إن صدق الكاهن؛ لم يدفع القتل الكائن. وإن كذب، فما وجه القتل. أقول: لذا كان قول سيد الخلق، وحبيب الحق، الناطق بالصدق صلّى الله عليه وسلّم لعمر بن الخطاب-رضي الله عنه-في ابن صياد: «إن يكنه فلن تسلّط عليه، وإن لا يكنه فلا خير لك في قتله». هو عين الحكمة، والحق والصواب. {إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} أي:

بقتل الأولاد، وتسخير الكبار، وادعائه الربوبية. وقيل: إنه ذبح سبعين غلاما من بني إسرائيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>