للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقبل بعضهم على بعض يتساءلون عما جرى لهم في الدنيا؛ إلا أنه جيء به ماضيا على عادة الله تعالى في التعبير عن المستقبل بالماضي لتحقق وقوعه، وسورة (الطور) شرحت هذا التساؤل، وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢٧] لترى تساؤل الكافرين، والظالمين فيما بينهم. هذا؛ وانظر شرح {الطَّرْفِ} في الآية رقم [٥٢] من سورة (ص).

الإعراب: {وَعِنْدَهُمْ:} الواو: حرف عطف، (عندهم): ظرف مكان متعلق بمحذوف في محل رفع خبر مقدم، والهاء ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {قاصِراتُ:} مبتدأ مؤخر، وهو صفة لموصوف محذوف، كما رأيت في الشرح. و {قاصِراتُ} مضاف، و {الطَّرْفِ} مضاف إليه، وهذه الإضافة تحتمل أن تكون من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها، وأن تكون من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه، والجملة الاسمية معطوفة على الجملة الاسمية الواقعة خبرا ل‍: {أُولئِكَ} في الآية رقم [٤١]. {عِينٌ:} صفة ثانية للموصوف المحذوف. {كَأَنَّهُنَّ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها، والنون حرف دال على جماعة الإناث. {بَيْضٌ:} خبرها، {مَكْنُونٌ:} صفة له، والجملة الاسمية في محل رفع صفة ثالثة للموصوف المحذوف، أو هي في محل نصب حال منه بعد وصفه بما تقدم. {فَأَقْبَلَ:} الفاء: حرف عطف. (أقبل): فعل ماض، {بَعْضُهُمْ:} فاعله، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على جملة: {يُطافُ..}. إلخ على جميع الوجوه المعتبرة فيها. {عَلى بَعْضٍ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {يَتَساءَلُونَ:}

فعل مضارع مرفوع... إلخ، والواو فاعله، والجملة الفعلية في محل نصب حال من:

{بَعْضُهُمْ،} وما عطف عليه، والرابط: الضمير فقط.

{قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ (٥١) يَقُولُ أَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ (٥٢) أَإِذا مِتْنا وَكُنّا تُراباً وَعِظاماً أَإِنّا لَمَدِينُونَ (٥٣)}

الشرح: {قالَ قائِلٌ مِنْهُمْ} أي: من الذين يتحادثون فيما بينهم؛ وهم جلوس على السرر، والخدم بين أيديهم يسعون، ويجيئون بكل خير عظيم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. {إِنِّي كانَ لِي قَرِينٌ:} صديق ملازم، اختلف في هذا القرين، فقيل: هو الشيطان، وقيل: هو مشرك كان لا يؤمن بالله واليوم الآخر. قال السدي: كان شريكان في بني إسرائيل: أحدهما مؤمن، والآخر كافر، فافترقا على ستة آلاف دينار، لكل واحد منهما ثلاثة آلاف دينار، ثم افترقا، فمكثا ما شاء الله أن يمكثا، ثم التقيا، فقال الكافر للمؤمن: ما صنعت في مالك؟ وساق قصة مشابهة لما ذكرته في سورة (الكهف) رقم [٣٢] وما بعدها. وصرح القرطبي في ذلك حيث أحال على ما ذكر في سورة (الكهف)، ومثله في الخازن. وقال محمد علي الصابوني:

<<  <  ج: ص:  >  >>