الإعراب:{أَوَ:} الهمزة: حرف استفهام. الواو: حرف عطف. هذا؛ وقرئ بسكون الواو على أنها (أو) العاطفة المقتضية للشك، وأكثرهم قرأ بفتحها، فمن فتح الواو أجاز في:{آباؤُنَا} وجهين: أحدهما أن يكون معطوفا على محل (إنّ) واسمها، والثاني أن يكون معطوفا على الضمير المستتر في:{لَمَبْعُوثُونَ،} واستغنى عن الفاصل المطلوب بالفصل بهمزة الاستفهام. ومن سكنها تعين فيه الأول دون الثاني على قول الجمهور لعدم الفاصل. انتهى. جمل نقلا عن السمين. هذا؛ وعلى تسكين الواو يكون {آباؤُنَا} مبتدأ خبره محذوف، ويكون فحوى الكلام عطف جملة على جملة، التقدير: أنحن نبعث، أم آباؤنا يبعثون؟ وهذه الآية مذكورة بحروفها في سورة (الواقعة) برقم [٤٨].
{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره:«أنت». {نَعَمْ:} حرف جواب مبني على السكون في محل نصب مقول القول. {وَأَنْتُمْ:} الواو: واو الحال، والجملة الاسمية:
(أنتم داخرون) في محل نصب حال، والعامل فيها:{نَعَمْ} بالنظر لمعناها، ولذلك فسرها الجلال، وغيره ب: تبعثون، فالعامل في الحقيقة هو الفعل المقدرة هي به، وصاحب الحال فاعله، والرابط: الواو، والضمير. {فَإِنَّما:} الفاء: هي الفصيحة؛ إذ التقدير: إذا كان الأمر كذلك؛ {فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ:}(إنما): كافة ومكفوفة. {هِيَ:} مبتدأ. {زَجْرَةٌ:} خبره، والجملة الاسمية لا محل لها؛ لأنها جواب الشرط المقدر ب:«إذا»، والكلام في محل نصب مقول القول. وقيل: الجملة الاسمية تعليل لنهي مقدر، التقدير: لا تستصعبوه لأنها زجرة واحدة، والتعليل والمعلل في محل نصب مقول القول. وجملة:{قُلْ..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {فَإِذا هُمْ:} انظر الآية رقم [٢٩]، من سورة (يس)، وجملة:{يَنْظُرُونَ} صفة لموصوف محذوف، التقدير: فإذا هم قيام ينظرون. بقرينة الآية رقم [٦٨] من سورة (الزمر)، أو هي في محل رفع خبر المبتدأ، وهذا هو الظاهر، والمتبادر إلى الأفهام وانظر إعراب آية الزمر، والمفعول محذوف، التقدير: ينظرون ما يفعل بهم. أو هو بمعنى: ينتظرون، وهو ضعيف معنى.
{وَقالُوا يا وَيْلَنا هذا يَوْمُ الدِّينِ (٢٠)}
الشرح:{وَقالُوا يا وَيْلَنا} أي: يقول الكفرة حين يشاهدون أهوال القيامة: يا هلاكنا! والتعبير بالماضي لتحقق وقوعه. {هذا يَوْمُ الدِّينِ} أي: يوم الدينونة، والحساب، والجزاء. يقولون ذلك تحسرا، وندامة لما فرط منهم. هذا؛ والدّين بكسر الدال: اسم لجميع ما يتعبد به الله تعالى، والدين أيضا: الملة والشريعة، ومن هذا قوله تعالى:{ما كانَ لِيَأْخُذَ أَخاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ}.
رقم [٧٦] من سورة (يوسف) على نبينا، وحبيبنا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. و {يَوْمُ الدِّينِ:}
يوم الحساب، والجزاء، وهو ما في الآية الكريمة. ومنه: كما تدين تدان؛ أي: كما تفعل