للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مؤنث سالم. {لِقَوْمٍ:} متعلقان بمحذوف صفة: (آيات)، وجملة: {يَتَفَكَّرُونَ:} في محل جر صفة (قوم). والجملة الاسمية: {إِنَّ فِي ذلِكَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها.

{أَمِ اِتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعاءَ قُلْ أَوَلَوْ كانُوا لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً وَلا يَعْقِلُونَ (٤٣)}

الشرح: {أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ شُفَعاءَ} أي: بل اتخذ كفار قريش الأصنام شفعاء تشفع لهم عند الله حين قالوا: {هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللهِ} رقم [١٨] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام. {قُلْ أَوَلَوْ كانُوا..}. إلخ: أي: أيشفعون؛ ولو كانوا على هذه الصفة، كما تشاهدونهم جمادات لا يملكون شيئا من أمرهم، ولا يقدرون على دفع ضر، أو على جلب نفع لأنفسهم؟ {وَلا يَعْقِلُونَ:} لا يفهمون ما يقال لهم.

هذا؛ وإنما جمع الأصنام، والمعبودات الباطلة جمع المذكر السالم؛ لأن الكفار كانوا يخاطبونها مخاطبة العقلاء، فنزلت منزلتهم في الكلام، وهذا كثير في القرآن الكريم، وقد ذكرته في محاله مرارا، والعرب تجمع ما لا يعقل جمع من يعقل؛ إذا عاملوه معاملته، وأنزلوه منزلته، وإن كان خارجا عن الأصل، كما يستعملون له «من» التي هي للعاقل لما ذكر من السبب. قال تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُوا مِنْ دُونِ اللهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعائِهِمْ غافِلُونَ} رقم [٥] من سورة (الأحقاف)، وقال امرؤ القيس وهو الشاهد رقم (٨٥) من كتابنا: «فتح رب البرية»: [الطويل]

ألا عم صباحا أيّها الطّلل البالي... وهل يعمن من كان في العصر الخالي؟

الإعراب: {أَمِ:} حرف عطف بمعنى: بل، فهي منقطعة عما قبلها. {اِتَّخَذُوا:} فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق، والجملة الفعلية مستأنفة، لا محل لها. {مِنْ دُونِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، أو هما متعلقان ب‍: {شُفَعاءَ} بعدهما؛ لأنه جمع: شفيع. وقيل:

هما مفعول {اِتَّخَذُوا} الثاني تقدم على الأول، و {دُونِ} مضاف، و {اللهِ} مضاف إليه.

{شُفَعاءَ:} مفعول به. {قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {أَوَلَوْ:} الهمزة:

حرف استفهام إنكاري توبيخي، داخلة على محذوف، كما رأيت. الواو: واو الحال، (لو):

وصلية هنا. {كانُوا:} فعل ماض ناقص مبني على الضم، والواو اسمه، والألف للتفريق، وجملة: {لا يَمْلِكُونَ شَيْئاً} في محل نصب خبر (كان)، وجملة: {كانُوا..}. إلخ في محل نصب حال من فاعل الفعل المقدر بعد الهمزة، التقدير: أيشفعون في حالة تقدير عدم ملكهم، وعدم عقلهم؟ وقيل: (لو) شرطية، وليس بشيء. {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية.

<<  <  ج: ص:  >  >>