لو ما الحياء ولو ما الدّين عبتكما... ببعض ما فيكما إذ عبتما عوري
الإعراب:{لَوْ ما:} حرف تحضيض. {تَأْتِينا:} مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره:«أنت» و (نا): مفعول به. {بِالْمَلائِكَةِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {إِنْ:} حرف شرط جازم. {كُنْتَ:} ماض ناقص مبني على السكون في محل جزم فعل الشرط، والتاء اسمه. {مِنَ الصّادِقِينَ:} متعلقان بمحذوف خبر (كان)، والجملة الفعلية لا محل لها؛ لأنها ابتدائية، ويقال: لأنها جملة شرط غير ظرفي، وجواب «لو ما» محذوف لدلالة ما قبله عليه، انظر تقديره في الشرح، والكلام في الآية كله من مقول الكافرين.
الشرح:{ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ إِلاّ بِالْحَقِّ} أي: ما ننزل الملائكة إلا بالحكمة، ولا حكمة في أن تأتيكم عيانا تشاهدونها، وتشهد لكم بصدق النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ لأنكم حينئذ مصدقون عن اضطرار، ولا حكمة أيضا في معاجلتكم بالعقوبة، فإن منكم، ومن ذراريكم من سبقت له كلمتنا بالإيمان. انتهى. جمل نقلا عن كرخي.
{وَما كانُوا إِذاً مُنْظَرِينَ} أي: لو أنزلت عليهم الملائكة بالعذاب؛ لم يمهلوا، ولم يؤخروا ساعة. هذا؛ وقرئ الفعل:(ننزّل) بنون المضارعة الدالة على العظمة ونصب الملائكة، وقرئ:
الإعراب:{ما:} نافية. {نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ:} انظر اختلاف القراءات في الشرح. {إِلاّ:}
حرف حصر. {بِالْحَقِّ:} متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مطلق محذوف، التقدير: إلا تنزيلا ملتبسا بالحق. وهو قول الزمخشري، وأجاز السمين تعليقهما بالفعل قبلهما، أو بمحذوف حال من الفاعل، أو المفعول؛ أي: ملتبسين بالحق. (ما): نافية: كانوا ماض ناقص مبني على الضم والواو اسمه، والألف للتفريق. {إِذاً:} حرف جواب وجزاء لا عمل له، ومعناه: حينئذ. أفاده القرطبي، وهو يفيد: أنه ظرف زمان متعلق بما بعده، والتنوين نائب عن الجملة التي تضاف «إذ» إليها، وعليه فتقدير الكلام كما يلي: وما كانوا منظرين حين تنزل الملائكة بعذابهم، وهو جيد المعنى. افهم هذا، واحفظه فإنه جيد. {مُنْظَرِينَ:} خبر (كان) منصوب، وعلامة نصبه الياء
إلخ، وجملة:{وَما كانُوا..}. إلخ جواب لشرط مقدر بلو، انظر الشرح، ولو المقدرة ومدخولها كلام معطوف على الجملة الفعلية قبله لا محل له مثلها؛ لأنها مستأنفة.