للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد استكمل أسباب القسوة، والجراءة على الله، وعلى عباده، ولم يترك كبيرة إلا ارتكبها. انتهى.

نسفي.

الإعراب: (قال موسى): ماض، وفاعله. {إِنِّي:} حرف مشبه بالفعل، وياء المتكلم اسمها. {عُذْتُ:} فعل، وفاعل، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (إنّ)، والجملة الاسمية في محل نصب مقول القول. {بِرَبِّي:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وعلامة الجر كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، منع من ظهورها اشتغال المحل بالحركة المناسبة. {وَرَبِّكُمْ:}

معطوف على ما قبله، والكاف وياء المتكلم كلاهما في محل جر بالإضافة، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله. وفاعله مستتر فيه. {مِنْ كُلِّ:} متعلقان بالفعل: {عُذْتُ،} و {كُلِّ} مضاف، و {مُتَكَبِّرٍ} مضاف إليه. {لا:} نافية. {يُؤْمِنُ:} فعل مضارع، والفاعل يعود إلى: {كُلِّ مُتَكَبِّرٍ،} والجملة الفعلية في محل جر صفة له. هذا؛ وإن اعتبرت {مُتَكَبِّرٍ} صفة لموصوف محذوف، فالجملة تصلح لأن تكون صفة ثانية للموصوف المحذوف، وأن تكون في محل نصب حال منه بعد وصفه. {بِيَوْمِ:} متعلقان بالفعل قبلهما، و (يوم) مضاف، و {الْحِسابِ} مضاف إليه، وجملة: {وَقالَ مُوسى..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها أيضا.

{وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ وَقَدْ جاءَكُمْ بِالْبَيِّناتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذّابٌ (٢٨)}

الشرح: {وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ..}. إلخ: المعتمد: أنه كان من القبط، وابن عم فرعون، واسمه: شمعان بالشين، أو بالسين. وقيل: حزقيل. وقيل اسمه: حبيب، وليس بشيء؛ لأن حبيب النجار ذكرته في سورة (يس)، ولم يكن من آل فرعون مؤمن غيره، وغير امرأة فرعون، وغير المؤمن الذي أنذر موسى فقال: {إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ}. قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: وهو الذي نجا مع موسى، عليه السّلام. وقال مقاتل-رحمه الله تعالى-:

هو نفسه الذي أنذر موسى، وهو المراد بقوله تعالى: {وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى..}. إلخ رقم [٢٠] من سورة (القصص). {يَكْتُمُ إِيمانَهُ:} يخفي إيمانه. هذا؛ و «كتم» من باب: نصر، وربما عدي إلى مفعولين، فيقال: كتمت زيدا الحديث، وتزاد «من» جوازا في المفعول الأول، فيقال: كتمت من زيد الحديث، وكتم الشيء: بالغ في كتمانه، واكتتم الشيء: اصفرّ. هذا؛ والكتم، والكتمان: نبت يخضب به الشعر، ويصنع منه مداد الكتابة. ورحم الله البوصيري؛ إذ يقول: [البسيط]

فإنّ أمّارتي بالسّوء ما اتّعظت... من جهلها بنذير الشّيب والهرم

<<  <  ج: ص:  >  >>