للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعود إلى: {فِرْعَوْنَ}. {سَنُقَتِّلُ:} السين: حرف استقبال. (نقتل): مضارع، وهو يقرأ بالتشديد، والتخفيف، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {أَبْناءَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، وجملة: {سَنُقَتِّلُ..}. إلخ في محل نصب مقول القول، وجملة: {قالَ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. (نستحيي): مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء للثقل، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {نِساءَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل نصب مقول القول. {وَإِنّا:} الواو: واو الحال. (إنا): حرف مشبه بالفعل، و (نا): ضمير متصل في محل نصب اسمها. {فَوْقَهُمْ:} ظرف مكان متعلق بما بعده، والهاء في محل جر بالإضافة، والميم في الكل حرف دال على جماعة الذكور. {قاهِرُونَ:}

خبر (إنّ) مرفوع، وعلامة رفعة الواو؛ لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، وفاعله مستتر فيه، تقديره: «نحن»، والجملة الاسمية: {وَإِنّا..}. إلخ في محل نصب حال من الفاعل المستتر، في: (نقتّل) والرابط: الواو، والضمير.

{قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ اِسْتَعِينُوا بِاللهِ وَاِصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (١٢٨)}

الشرح: {قالَ:} انظر «القول» في الآية رقم [٥]. {مُوسى:} انظر الآية رقم [١٠٣].

{لِقَوْمِهِ:} انظر الآية رقم [٣٢]. {بِاللهِ:} انظر الآية رقم [٨٧]. {وَاصْبِرُوا:} الصبر حبس النفس من الجزع عند المصيبة، وحبس اللسان عن الشكوى، وحبس الجوارح عن التشويش، وهو مر المذاق لا يكاد يطاق، إلا أنه حلو العواقب، يفوز صاحبه بأسنى المطالب، كما قال القائل: [البسيط]

الصبر مثل اسمه مرّ مذاقته... لكن عواقبه أحلى من العسل

وبالجملة: فنفع الصبر معلوم مشهور، والحض عليه في الكتاب، والسنة مقرر مسطور، ولا تنس: أن من أسماء الله تعالى الصبور. وفسّر بالذي لا يعجل بالعقوبة على من عصاه.

فائدة-قال الله تعالى: {فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً} وقال: {فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} وقال {وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً} قالوا: الصبر الجميل هو الذي لا شكاية معه، والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه، والهجر الجميل هو الذي لا أذية معه. {الْأَرْضَ:} أرض مصر، ويشمل جميع الأرض.

{يُورِثُها:} يقرأ بالتخفيف، والتشديد. {يَشاءُ:} انظر الآية رقم [٨٩]. {وَالْعاقِبَةُ:} الخاتمة المحمودة، والنهاية الحسنة. {لِلْمُتَّقِينَ:} انظر (التقوى) في الآية رقم [٢٦]. هذا؛ وإن موسى عليه السّلام-قال لقومه هذا الكلام حين سمعوا قول فرعون، وتهديده، وتضجروا منه. فهو تسكين لهم، وتطييب لخاطرهم، ووعد لهم بالنصر على عدوهم، وأنهم سيرثون ديارهم،

<<  <  ج: ص:  >  >>