للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإعراب: {وَتَرَكْنا:} الواو: حرف استئناف. (تركنا): فعل، وفاعل. {بَعْضَهُمْ:} مفعول به، والهاء في محل جر بالإضافة. {يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان متعلق بما قبله، وإذ ظرف لما مضى من الزمان مبني على السكون في محل جر بالإضافة، وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين، وهذا التنوين عوض عن جملة محذوفة كما رأيت في شرحه. {يَمُوجُ:} مضارع، وفاعله يعود إلى {بَعْضَهُمْ}.

{فِي بَعْضٍ:} متعلقان به، والجملة الفعلية في محل نصب مفعول به ثان، أو هي في محل نصب حال من بعضهم، وجملة: {وَتَرَكْنا..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها. {وَنُفِخَ:} ماض مبني للمجهول. {فِي الصُّورِ:} في محل نائب فاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، أو هي في محل نصب حال من بعضهم، وتكون «قد» مقدرة قبلها، والرابط: الواو، والضمير في الجملة المعطوفة عليها. {فَجَمَعْناهُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها. {جَمْعاً:} مفعول مطلق.

{وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضاً (١٠٠)}

الشرح: {وَعَرَضْنا جَهَنَّمَ} أي: أبرزناها، وأظهرناها للكافرين؛ ليشاهدوها عيانا في ذلك اليوم الطويل زمانه، العظيم شأنه. هذا؛ والتعبير بالماضي عن المستقبل في هذه الآية وسابقتها لتحقق وقوع ما يحدث يوم القيامة، وهذا التعبير مستعمل في القرآن الكريم بكثرة كما في الآية الأولى من سورة (النحل) وغيرها، والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

الإعراب: {وَعَرَضْنا:} فعل، وفاعل. وانظر إعراب (حفظنا) في الآية رقم [١٧] من سورة (الحجر). {جَهَنَّمَ:} مفعول به. {يَوْمَئِذٍ:} ظرف زمان متعلق بالفعل قبله. وانظر الآية السابقة، {لِلْكافِرِينَ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {عَرْضاً:} مفعول مطلق، وجملة: {وَعَرَضْنا..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها.

{الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً (١٠١)}

الشرح: {الَّذِينَ كانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطاءٍ:} مغطاة بغطاء يمنعهم النظر في الحق. {عَنْ ذِكْرِي:} عن النظر بآياتي، فيستدلون بها على قدرتي، فيذكروني، أو عن الإيمان، والقرآن، والهدى، والبيان، {وَكانُوا لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً:} لا يقدرون أن يسمعوا آياتي التي يتلوها عليهم محمد صلّى الله عليه وسلّم، هذا هل كانوا عميا حقيقة، وصما حقيقة؟ لا، إنما كانت لهم أعين، ولكن لم يبصروا بها طريق الحق والرشاد، وكانت لهم آذان، ولكن لم يسمعوا بها النصح، والإرشاد، فكانوا كالأنعام بل هم أضل، وكل من تعامى عن الحق، وتصامم عن قبوله في هذه الأيام، فهو على شاكلتهم. وانظر الآية رقم [١٩] من سورة (الرعد). وانظر شرح «العين» في الآية رقم [٨٦]. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.

<<  <  ج: ص:  >  >>