للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

متعلقان بالفعل قبلهما، واللام للبعد، والكاف حرف خطاب لا محل له، والميم والألف حرفان دالان على التثنية. {الشَّجَرَةَ:} بدل من اسم الإشارة، أو عطف بيان عليه، وجملة: {أَلَمْ أَنْهَكُما..}. إلخ تفسير للنداء، لا محل لها من الإعراب، أو معمول لقول محذوف، أي: وقال؛ أو قائلا: {أَلَمْ أَنْهَكُما..}. إلخ. انتهى جمل نقلا من أبي السعود، وجملة: {وَناداهُما..}. إلخ مستأنفة لا محل لها. {وَأَقُلْ:} مضارع معطوف على ما قبله مجزوم مثله، والفاعل مستتر تقديره: «أنا».

{لَكُما:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {الشَّيْطانَ:} اسمها.

{لَكُما:} متعلقان ب‍ {عَدُوٌّ} بعدهما. {عَدُوٌّ:} خبر {إِنَّ}. {مُبِينٌ:} صفته، والجملة الاسمية:

{إِنَّ الشَّيْطانَ..}. إلخ في محل نصب مقول القول.

{قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ (٢٣)}

الشرح: {قالا} أي: آدم وحواء. وانظر «القول» في الآية رقم [٥]. {رَبَّنا} أي: يا ربنا، وانظر الآية رقم [٣]. {ظَلَمْنا أَنْفُسَنا} أي: بارتكاب المعصية، وإخراجها من الجنة بسبب المخالفة لأمر الله تعالى، وانظر (الظلم) في الآية رقم [١٤٦] (الأنعام). {أَنْفُسَنا:} انظر الآية رقم [٨]. {وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا:} ذنبنا، وتعف عنا. {وَتَرْحَمْنا:} وتتفضل علينا برحمتك، ورضاك.

{لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ} أي: من الهالكين. قال قتادة: قال آدم: يا رب أرأيت إن تبت إليك، واستغفرتك، قال: إذا أدخلك الجنة، وأما إبليس؛ فلم يسأله التوبة، وسأله أن ينظره، فأعطى كل واحد منهما ما سأل. هذا؛ وقد ذكرت لك في الآية رقم [٣٧] (البقرة) أن الكلمات التي تلقاها آدم-أي: ألهمه ربه أن يقولها-هي ما في هذه الآية.

تنبيه: قال الخازن: وقد استدل من يرى صدور الذنب من الأنبياء-عليهم الصلاة والسّلام- بهذه الآية. وأجيب عنها بأن درجة الأنبياء عليهم الصلاة والسّلام في الرفعة والعلو والمعرفة بالله عز وجل، مما حملهم على الخوف منه، والإشفاق من المؤاخذة بما لم يؤاخذ به غيرهم، وأنهم ربما عوتبوا بأمور صدرت عنهم على سبيل التأويل، أو السهو، فهم بسبب ذلك خائفون وجلون، وهي ذنوب بالإضافة إلى علو منصبهم، وسيئات بالنسبة إلى كمال طاعتهم، لا أنها ذنوب كذنوب غيرهم، ومعاص كمعاصي غيرهم، فكان ما صدر منهم مع طهارتهم ونزاهتهم، وعمارة بواطنهم بالوحي السماوي، والذكر القدسي، وعمارة ظواهرهم بالعمل الصالح، والخشية لله عز وجل ذنوبا؛ وهي حسنات بالنسبة إلى غيرهم، كما قيل: حسنات الأبرار سيئات المقربين.

انتهى. بحروفه. وانظر الآية رقم [١٠٦] (النساء) والآية رقم [٤٣] (التوبة).

الإعراب: {قالا:} ماض، وألف الاثنين فاعله. {رَبَّنا:} منادى حذف منه أداة النداء منصوب، و (نا): ضمير متصل في محل جر بالإضافة. {ظَلَمْنا:} فعل، وفاعل. وانظر إعراب:

<<  <  ج: ص:  >  >>