الإعراب: {أَفَنَضْرِبُ:} الهمزة: حرف استفهام إنكاري توبيخي. الفاء: عاطفة على محذوف، التقدير: أنهملكم، فنضرب. (نضرب) فعل مضارع، والفاعل مستتر، تقديره:
«نحن». {عَنْكُمُ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما. {الذِّكْرَ:} مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، والكلام كله مستأنف، لا محلّ له. {صَفْحاً:} فيه أوجه: أحدها: أنّه مفعول مطلق، عامله من معناه، وهو نضرب؛ لأنّه بمعنى: نصفح. الثاني: أنّه حال بمعنى:
صافحين. الثالث: أنّه مفعول مطلق مؤكد لمضمون الجملة، فيكون عامله محذوفا، نحو قوله تعالى: {صُنْعَ اللهِ} قاله ابن عطية. الرابع: أن يكون مفعولا من أجله. انتهى. جمل نقلا من السمين. وقيل: منصوب على الظرف أيضا. ولا وجه له. {أَنْ:} حرف مصدري.
{كُنْتُمْ:} فعل ماض ناقص مبني على السكون، والتاء اسمه. {قَوْماً:} خبره. {مُسْرِفِينَ:}
صفة: {قَوْماً} منصوب مثله، وعلامة نصبه الياء... إلخ، و {أَنْ} والفعل: {كُنْتُمْ} في تأويل مصدر في محل جر بحرف جر محذوف، التقدير: لأن كنتم... إلخ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل: (نضرب) التقدير: لكونكم قوما مسرفين. هذا؛ وقرئ بكسر همزة (إن) على اعتبارها شرطية، وعليه ف: {كُنْتُمْ..}. إلخ فعل شرطها، وجوابها محذوف، دلّ عليه ما قبلها، التقدير: إن كنتم فنحن نضرب. تأمّل، وتدبّر، وربك أعلم، وأجلّ، وأكرم.
{وَكَمْ أَرْسَلْنا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (٦)}
الشرح: {وَكَمْ:} خبرية بمعنى: كثير هنا، وتأتي استفهامية، ويستعمل الأولى من يريد الافتخار، والتكثير، والثانية بمعنى: أي عدد، ويستعملها من يسأل عن كمية الشيء ومقداره، ويشتركان في خمسة أمور: الاسمية، والإبهام، والافتقار إلى التمييز، والبناء، ولزوم التصدير، ويفترقان في خمسة أمور.
أحدها: أنّ الكلام مع الخبرية محتمل للتصديق والتكذيب، بخلافه مع الاستفهامية.
الثاني: أن المتكلم بالخبرية لا يستدعي من مخاطبه جوابا؛ لأنه مخبر، والمتكلم بالاستفهامية يستدعيه، لأنه مستخبر.
الثالث: أنّ الاسم المبدل من الخبرية لا يقترن بالهمزة، بخلاف المبدل من الاستفهامية، يقال في الخبرية: كم عبيد لي، خمسون بل ستون! وفي الاستفهامية يقال: كم مالك أعشرون أم ثلاثون؟
الرابع: أنّ تمييز الخبرية مفرد، أو مجموع، ولا يكون تمييز الاستفهامية إلاّ مفردا خلافا للكوفيين.