على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {أَنَّهُمْ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمه.
{إِلَيْنا:} جار ومجرور متعلقان بما بعدهما. {لا:} نافية. {يُرْجَعُونَ:} فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو فاعله، أو نائب فاعله، والجملة الفعلية في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي (ظنّ)، وجملة:{وَظَنُّوا أَنَّهُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها.
الشرح:{فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ:} وكانوا ألفي ألف وستمائة ألف. {فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ} أي:
طرحناهم في البحر. قال الزمخشري-رحمه الله تعالى-: هذا الكلام الفخم الذي دل على عظمة شأنه، وكبرياء سلطانه، شبههم-استحقارا لهم، واستقلالا لعددهم، وإن كانوا الكثير الكثير، والجم الغفير-بحصيات أخذهن آخذ في كفه، فطرحن في البحر، ونحو ذلك قوله تعالى:{وَجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ} وقوله جل شأنه: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً} وقوله جلت قدرته: {وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَالسَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ}. وما هي إلا تصويرات، وتمثيلات لاقتداره، وأن كل مقدور-وإن عظم وجل-فهو مستصغر إلى جنب قدرته. انتهى. وانظر الكلام على (نا) في الآية رقم [٧] من سورة (الشعراء)، وانظر كيف كان هلاك فرعون في الآية رقم [٩٠] من سورة (يونس) على نبينا، وعليه ألف صلاة، وألف سلام.
{فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظّالِمِينَ:} الخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ولكل من يتأتى منه النظر، نظر تبصر، واعتبار، فيعتبر العاقل، وينزجر بذلك الاعتبار عن الأفعال القبيحة، والأعمال الخبيثة. وعاقبة كل شيء: نتيجته، وآخره، ولم يؤنث الفعل:{كانَ؛} لأن {عاقِبَةُ} مؤنث مجازي، وما كان منه يستوي فيه التذكير والتأنيث، أو لأن {عاقِبَةُ} اكتسب التذكير من المضاف إليه. والله أعلم بمراده، وأسرار كتابه.
الإعراب:{فَأَخَذْناهُ:} الفاء: حرف عطف، أو حرف استئناف. (أخذناه): فعل ماض، وفاعل، ومفعول به. {وَجُنُودَهُ:} معطوف على الضمير المنصوب، والهاء في محل جر بالإضافة. {فَنَبَذْناهُمْ:} فعل، وفاعل، ومفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محل لهما على الاعتبارين بالفاء. {فِي الْيَمِّ:} متعلقان بما قبلهما. {فَانْظُرْ:} الفاء: حرف استئناف. وقيل: هي الفصيحة. والأول أقوى. (انظر): فعل أمر، وفاعله مستتر فيه تقديره:
«أنت» وهو معلق عن العمل لفظا بسبب الاستفهام، {كَيْفَ كانَ:} في {كانَ} وجهان:
أحدهما: أنها ناقصة، و {عاقِبَةُ:} اسمها، و {كَيْفَ} اسم استفهام مبني على الفتح في محل