للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلخ معطوفة على جملة: {أَخَذْناهُمْ} لا محل لها مثلها. (الحمد): مبتدأ. {لِلّهِ:} متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. {رَبِّ:} صفة (الله)، و {رَبِّ:} مضاف، و {الْعالَمِينَ:} مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية: {وَالْحَمْدُ لِلّهِ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضا، وفيه عطف جملة اسمية على فعلية.

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصارَكُمْ وَخَتَمَ عَلى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلهٌ غَيْرُ اللهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ اُنْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (٤٦)}

الشرح: {قُلْ:} انظر «القول» في الآية رقم [٢/ ٢٦] أو [٧/ ٤] والخطاب للنبي صلّى الله عليه وسلّم.

{أَرَأَيْتُمْ:} أخبروني، وانظر الآية رقم [٤٠]. {إِنْ أَخَذَ اللهُ سَمْعَكُمْ..}. إلخ: أصمكم وأعماكم، وغطى على قلوبكم ما يزول به عقلكم، وفهمكم، وإنما خص سبحانه هذه الأعضاء بالذكر؛ لأنها أشرف أعضاء الإنسان، فإذا تعطلت هذه الأعضاء؛ اختل نظام الإنسان، وفسد أمره، وبطلت مصالحه في الدين والدنيا. هذا؛ ووحد السمع وجمع ما بعده لأنه مصدر حذف ما أضيف إليه لدلالة المعنى؛ إذ التقدير: مواضع سمعهم، أو يقال: وحد السمع لوحدة المسموع وهو الصوت دونهما، أو للمصدرية، والمصادر لا تجمع. وقرئ شاذّا: «(وعلى أسماعهم)».

والمراد بالختم هنا: عدم وصول الحق إلى قلوبهم، وعدم نفوذه واستقراره فيها. وانظر ما ذكرته في الآية رقم [٢/ ٧] بهذا الصدد. {يَأْتِيكُمْ بِهِ} أي: بما سلبتم من سمع وبصر وقلب، والمعنى:

أي فرد من آلهتكم يأتيكم بما ذكر. {نُصَرِّفُ الْآياتِ:} نكررها: تارة من جهة المقدمات العقلية، وتارة من جهة الترغيب والترهيب، وتارة بالتنبيه والتذكير بأحوال المتقدمين. {ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ:}

يعرضوان عن الإيمان، يقال: صدف عن الشيء صدفا، وصدوفا، أي: أعرض، و {ثُمَّ} معناها هنا: استبعاد واستنكار الإعراض عن الآيات بعد تكريرها وتقريرها. بعد هذا انظر «القول» في الآية رقم [٧/ ٤]. {اللهُ:} انظر الاستعاذة. {يَأْتِيكُمْ:} انظر الآية رقم [٤]. {الْآياتِ:} انظر الآية رقم [٤]. {ثُمَّ:} انظر الآية رقم [٤٣] (المائدة).

هذا؛ ولم يؤت هنا بالكاف في قوله {أَرَأَيْتُمْ} وأتي به في الآية رقم [٤٠] لأن التهديد هناك أعظم. فناسب التأكيد بكاف الخطاب، ولما لم يؤت بالكاف هنا وجب ثبوت علامة الجمع بالتاء لئلا يلتبس. انتهى. جمل بتصرف، وانظر (نا) في الآية رقم [٧/ ٦] تجد ما يسرك.

الإعراب: {قُلْ:} فعل أمر وفاعله مستتر تقديره: «أنت»، والمخاطب به النبي صلّى الله عليه وسلّم.

{أَرَأَيْتُمْ:} الهمزة: حرف استفهام. (رأيتم): فعل وفاعل، والميم علامة جمع الذكور، وقد اختلف في مفعولي هذا الفعل، (فقال قوم): هو محذوف دل عليه الكلام، تقديره: أرأيتم سمعكم... إلخ، هل تستطيعون ردها إن سلبت منكم، ودل عليه قوله: {مَنْ إِلهٌ}. وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>