الشرح:{وَبَرًّا بِوالِدَيْهِ:} محسنا إليهما، لطيفا بهما؛ لأنه لا عبادة بعد تعظيم الله تعالى أعظم من بر الوالدين. وفي قوله:(والديه) تغليب الأب على الأم. {وَلَمْ يَكُنْ جَبّاراً} متكبرا، طاغيا، متغطرسا. {عَصِيًّا:} هو أبلغ من العاصي، والمراد: وصف يحيى عليه السّلام بالتواضع، ولين الجانب، وخفض الجناح لأبويه، وللناس أجمعين، وأصله: عصييا بوزن فعيل، فأدغمت الياء في الياء، وأتي بصيغة المبالغة لمراعاة الفواصل، وليس المقصود المبالغة، بل المقصود نفي أصل العصيان.
الإعراب:{وَبَرًّا:} معطوف على خبر (كان). {بِوالِدَيْهِ:} متعلقان بما قبلهما؛ لأنه اسم فاعل، وعلامة الجر الياء؛ لأنه مثنى، وحذفت النون للإضافة، والهاء في محل جر بالإضافة. {وَلَمْ:} الواو: حرف عطف. (لم): حرف جازم. {يَكُنْ:} مضارع ناقص، واسمه يعود إلى يحيى. {جَبّاراً:} خبر {يَكُنْ}. {عَصِيًّا:} خبر ثان، والجملة الفعلية معطوفة على جملة:(كان...) إلخ لا محل لها مثلها.
الشرح: المعنى: وأمان ليحيى عليه السّلام من الله يوم ولد من أن يناله الشيطان، كما ينال سائر بني آدم، وأمان له يوم يموت من عذاب القبر، وأمان له يوم يبعث حيا من عذاب يوم القيامة، فأكرمه الله تعالى بالأمان في هذه المواطن كلها، وهي، أوحش ما يكون الخلق فيها، وأشد خوفا من غيرها. هذا؛ وقد قال الله هنا منكّرا. وقال في قصة عيسى عليه السّلام معرّفا؛ لأن ما هنا من الله تعالى، والقليل منه جل ذكره كثير، وما هنالك من عيسى نفسه، وال فيه للاستغراق، أو للعهد، كما في قوله تعالى: {كَما أَرْسَلْنا إِلى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (١٥) فَعَصى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} أي: ذلك السّلام الموجه إلى يحيى موجه إليّ. انتهى. جمل.
الإعراب:{وَسَلامٌ:} الواو: حرف استئناف. (سلام): مبتدأ. {عَلَيْهِ:} متعلقان ب: (سلام) أو بمحذوف صفة له. {يَوْمَ:} ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. هذا؛ واعتبر أبو البقاء {عَلَيْهِ} متعلقين بمحذوف خبر المبتدأ، و {يَوْمَ:} متعلقان بالخبر أيضا، ولكن إذا عرفت أن الخبر ما تتم به الفائدة ظهر لك: أن الأول: أحق بالاعتبار، و (يوم) مبني لإضافته لمبني. {وُلِدَ:} ماض مبني للمجهول، ونائب الفاعل يعود إلى (يحيى) والجملة الفعلية في محل جر بإضافة {يَوْمَ} إليها.
{وَيَوْمَ} معطوف على ما قبله، وجملة:{يَمُوتُ} في محل جر بإضافة (يوم) إليها أيضا {وَيَوْمَ يُبْعَثُ} مثلها. {حَيًّا:} حال من نائب الفاعل المستتر، والجملة الاسمية هي من مقول الله تعالى.