والفراء، والفارسي، وارتضاه ابن خروف، وابن مالك، وجعلوا منه قوله تعالى: {ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ،} وقوله تعالى في سورة (التوبة) رقم [٦٩]: {وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا،} وأورد قول جميل بثينة، وهو الشاهد رقم [٩٥١] من كتابنا: «فتح القريب المجيب»: [الطويل]
أتقرح أكباد المحبين كالّذي... أرى كبدي من حبّ مية يقرح؟
وقد ذكرت لك في سورة (التوبة) أنّ هذا مذهب ضعيف لبعض النحاة لا يعتدّ به. والجملة الاسمية مستأنفة، لا محلّ لها. {الَّذِينَ:} اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب صفة:
{عِبادَهُ،} أو هو بدل منه، وجملة: {آمَنُوا} مع المتعلق المحذوف صلة الموصول، لا محلّ لها. {وَعَمِلُوا:} الواو: حرف عطف. (عملوا): فعل ماض مبني على الضم، والواو فاعله، والألف للتفريق. {الصّالِحاتِ:} مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنّه جمع مؤنث سالم، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها مثلها.
{قُلْ:} فعل أمر، وفاعله مستتر تقديره: «أنت». {لا:} نافية. {أَسْئَلُكُمْ:} فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديره: «أنا»، والكاف مفعول به أول. {عَلَيْهِ:} جار ومجرور متعلقان بما قبلهما.
{أَجْراً:} مفعول به ثان. {إِلاَّ:} أداة استثناء. {الْمَوَدَّةَ:} مستثنى، قيل: متصل. وقيل: منقطع.
{فِي الْقُرْبى:} جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من {الْمَوَدَّةَ} التقدير: ثابتة في القربى، والجملة الفعلية في محل نصب مقول القول، وجملة: {قُلْ..}. إلخ مستأنفة، لا محلّ لها.
{وَمَنْ:} (الواو): حرف استئناف. (من): اسم شرط جازم مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {يَقْتَرِفْ:} فعل مضارع فعل الشرط، والفاعل يعود إلى (من). {حَسَنَةً:} مفعول به. {نَزِدْ:} فعل مضارع جواب الشرط، والفاعل مستتر تقديره: «نحن». {لَهُ فِيها:} كلاهما متعلقان بالفعل {نَزِدْ}. {حُسْناً:} مفعول به، وخبر المبتدأ الذي هو (من) مختلف فيه، كما رأيت في الآية رقم [١٠]، والجملة الاسمية (من...) إلخ مستأنفة، لا محلّ لها. {إِنَّ:} حرف مشبه بالفعل. {اللهُ:} اسم {إِنَّ}. {غَفُورٌ شَكُورٌ:} خبران ل: {إِنَّ،} والجملة الاسمية مستأنفة، أو تعليلية، لا محلّ لها على الاعتبارين.
{أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٢٤)}
الشرح: {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً} أي: يقول كفار قريش: اختلاق محمد القرآن، ونسبه إلى الله كذبا وافتراء. قال الخازن: فيه توبيخ لهم، معناه: أيقع في قلوبهم، ويجري على ألسنتهم أن ينسبوا مثله إلى الكذب، وأنه افترى على الله كذبا، وهو أقبح أنواع الكذب؟. انتهى.