للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماض مبني على فتح مقدر على الألف للتعذر، والفاعل يعود إلى {اللهِ} والكاف مفعول به أوّل.

{ما:} اسم موصول، أو نكرة موصوفة مبنية على السكون في محل نصب مفعول به ثان. {لَمْ:}

حرف نفي، وقلب، وجزم. {يُؤْتِ:} فعل مضارع مجزوم ب‍: (لم) وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو العائد، أو الرابط. {أَحَداً:} مفعول به ثان، والجملة الفعلية: {لَمْ يُؤْتِ أَحَداً} صلة (ما) أو صفتها، وجملة: {وَآتاكُمْ..}. إلخ معطوفة على ما قبلها، لا محلّ لها أيضا. {مِنَ الْعالَمِينَ:} متعلقان بمحذوف صفة: {أَحَداً،} وعلامة الجر الياء نيابة عن الكسرة؛ لأنّه ملحق بجمع المذكر السالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.

{يا قَوْمِ اُدْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ (٢١)}

الشرح: {يا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ:} المطهّرة، أو المباركة، وهي أرض ببيت المقدس، أو: أريحا، أو: فلسطين، أو الشّام كلّها. وسمّيت: مقدّسة؛ لأنّ الله جعلها بعد ذلك قرار الأنبياء، وسكن المؤمنين. {الَّتِي كَتَبَ اللهُ لَكُمْ} أي: فرض دخولها عليكم، ووعدكم سكناها؛ إن آمنتم، وأطعتم. يدلّ على ذلك: أنّه حرّمها عليهم بعد ما عصوا الله، كما سيأتي قريبا، وكان ذلك لمّا خرجوا من مصر أمرهم الله بجهاد أهل أريحا من أرض فلسطين، فقالوا:

لا علم لنا بتلك الدّيار. فبعث موسى بأمر الله اثني عشر نقيبا؛ من كلّ سبط رجل، يتجسّسون الأخبار كما رأيت فيما سبق، فرأوا سكّانها من العمالقة، وهم ذوو أجسام هائلة. وذكر القرطبيّ -رحمه الله تعالى-العجيب من أوصافهم التي تدلّ على قوّتهم، وجبروتهم، وهذا كان لمّا نقض النقباء العهد، وأخبروا قومهم ما عدا يوشع بن نون، وكالب بن يوفنا، كما قدّمته لك. {وَلا تَرْتَدُّوا عَلى أَدْبارِكُمْ} أي: ولا ترجعوا القهقرى مرتدّين على أعقابكم، ولكن امضوا لأمر الله الذي أمركم به، أو: لا ترتدّوا عن الإيمان بالعصيان، ومخالفة الواحد الديّان. {فَتَنْقَلِبُوا خاسِرِينَ} أي: فترجعوا بالخسران، والحرمان من ثواب الله في الدّنيا، والآخرة.

الإعراب: {يا قَوْمِ ادْخُلُوا:} انظر الآية السابقة. {الْأَرْضَ:} ظرف مكان عند بعض النحاة، وفي مقدّمتهم سيبويه، والمحقّقون وعلى رأسهم الأخفش ينصبونه على التوسع في الكلام بإسقاط الخافض، لا على الظرفية، فهو منتصب عندهم انتصاب المفعول به على السعة بإجراء اللازم مجرى المتعدي، ومثل ذلك قل في: (دخلت المدينة، ونزلت البلد، وسكنت الشام) وأيضا قوله تعالى في سورة (البقرة) رقم [٦١]: {اِهْبِطُوا مِصْراً،} وهذا إذا كان الفعل ثلاثيّا، وأمّا إذا كان رباعيّا؛ بأن دخلت عليه همزة التعدية، ونصب مفعولين، فالمفعول الثاني يقال فيه ما ذكر في مفعول الثلاثي، والمفعول الأوّل يكون صريحا مثل: أدخلت خالدا البيت. {الْمُقَدَّسَةَ:} صفة

<<  <  ج: ص:  >  >>