وأعمل المهمل في ضمير ما... تنازعاه والتزم ما التزما
كيحسنان ويسيء ابناكا... وقد بغى واعتديا عبداكا
{بِالْبَيِّناتِ:} جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وجملة:{تَأْتِيهِمْ..}. إلخ في محل نصب خبر (كانت)، والجملة الفعلية هذه في محل رفع خبر (أنّ)، و (أنّ) واسمها، وخبرها في تأويل مصدر في محل جر بالباء، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها. {فَكَفَرُوا:} الفاء: حرف عطف، وجملة (كفروا) مع المتعلق المحذوف معطوفة على جملة: {كانَتْ..}. إلخ فهي في محل رفع مثلها. {فَأَخَذَهُمُ اللهُ:} ماض، ومفعوله، وفاعله، والجملة الفعلية معطوفة على ما قبلها، فهي في محل رفع أيضا. {إِنَّهُ:} حرف مشبه بالفعل، والهاء اسمها. {قَوِيٌّ:} خبر أول. {شَدِيدُ:} خبر ثان، وهو مضاف، و {الْعِقابِ} مضاف إليه، من إضافة الصفة المشبهة لفاعلها، والجملة الاسمية:{إِنَّهُ..}. إلخ تعليلية، لا محل لها من الإعراب.
الشرح:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى بِآياتِنا} أي: بالمعجزات الباهرات، وهي التسع المذكورة في قوله تعالى من سورة (الإسراء) رقم [١٠١]: {وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى تِسْعَ آياتٍ بَيِّناتٍ..}. إلخ.
{وَسُلْطانٍ مُبِينٍ:} وحجة ظاهرة قاهرة. والعطف لتغاير الوصفين، أو للأفراد بين المعجزات، وتفريقها كالعصا تفخيما لشأنها. وقيل: أراد بالسلطان: التوراة. ولا وجه له.
ويجوز أن يراد به: العصا، وإفرادها؛ لأنها أول المعجزات، وأمها، وتعلقت بها معجزات شتّى، كانقلابها حية، وتلقفها ما أفكته السحرة، وانفلاق البحر عند ضربه بها، وانفجار العيون من الحجر كلما ضربه بها، وحراستها له، ومصيرها شمعة تضيء بالليل المظلم، وشجرة خضراء، ورشاء ودلوا وغير ذلك، ويجوز أن يراد ب:(سلطان مبين): المعجزات، وبالآيات: الحجج الدامغات، وأن يراد بهما المعجزات جميعا، فإنها آيات للنبوة، وحجة بينة على ما يدعيه النبي.
قال الصابوني: لما ذكر الله تعالى ما حل بالكفار من العذاب، والدمار؛ أردفه بذكر قصة موسى مع فرعون تسلية لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم عما يلقاه من الأذى، والتكذيب، وبيانا لسنة الله تعالى في إهلاك الظالمين، ثم ذكر موقف مؤمن آل فرعون، ونصيحته لقومه، وهي مواقف بطولية، مشرفة في وجه الطغيان. هذا؛ وانظر شرح (سلطان) في الآية رقم [٣٠] من سورة (الصافات).
هذا؛ وأصل {مُبِينٍ:}(مبين) فهو اسم فاعل من: أبان، يبين الرباعي، فقل في إعلاله:
نقلت كسرة الياء، إلى الباء قبلها بعد سلب سكونها؛ لأن الحرف الصحيح أولى بالحركة من حرف العلة، ومثله قل في إعلال (مهين). هذا؛ واسم الفاعل من: بان الثلاثي: بائن.