للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مصدر في محل رفع فاعل {يَنْبَغِي،} والجملة الفعلية: {يَنْبَغِي..}. إلخ في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية: {لا الشَّمْسُ..}. إلخ مستأنفة، لا محل لها، {وَلا:} الواو: حرف عطف. (لا): نافية. {اللَّيْلُ:} مبتدأ. {سابِقُ:} خبره، وهو مضاف، و {النَّهارِ} مضاف إليه، من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله مستتر فيه. هذا؛ وقرئ بنصب: {النَّهارِ،} وحذف تنوين {سابِقُ} فيكون {النَّهارِ} مفعولا به صريحا، والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها، لا محل لها مثلها. {وَكُلٌّ:} الواو: حرف استئناف. (كل): مبتدأ، سوغ الابتداء به الإضافة المقدرة. {فِي فَلَكٍ:} متعلقان بما بعدهما، والجملة الفعلية: «يسبحون في فلك» في محل رفع خبر المبتدأ، والجملة الاسمية مستأنفة، لا محل لها، واعتبارها حالا لا بأس به.

{وَآيَةٌ لَهُمْ أَنّا حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (٤١)}

الشرح: المعنى: وعلامة أخرى واضحة للناس على كمال قدرتنا: أننا حملنا آباءهم الأقدمين (وهم ذرية آدم) في سفينة نوح-على نبينا، وعليه ألف صلاة وألف سلام-؛ التي أمره الله أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين. انتهى. صفوة التفاسير. وفي البيضاوي: {ذُرِّيَّتَهُمْ} أولادهم الذين يبعثونهم في تجاراتهم، أو صبيانهم، ونساءهم؛ الذين يصطحبونهم في أسفارهم.

فإن الذرية تقع عليهن؛ لأنهن مزارعهما، وتخصيصهم في الذكر؛ لأن استقرارهم في السفن أشق، وتماسكهم فيها أعجب، وقيل: المراد: فلك نوح، وحمل الله ذرياتهم فيها: أنه حمل آباءهم الأقدمين. وفي أصلابهم هم وذرياتهم، وتخصيص الذرية بالذكر؛ لأنه أبلغ في الامتنان، وأدخل في التعجب مع الإيجاز. انتهى. بتصرف. هذا؛ و {الْمَشْحُونِ} المملوء بالبضائع، والناس، والدواب، وغير ذلك من بترول، ونحوه في هذه الأيام. هذا؛ وقد استدل بهذه الآية على أن الذرية تطلق على الآباء كما تطلق على الأولاد، وهو ما في التاج، وتجمع جمع تكسير: ذراري كما تجمع جمع مؤنث سالما: (ذريات). وإطلاق ذرية على الآباء لأن الله ذرأ منهم الأولاد.

هذا؛ و {الْفُلْكِ:} بضم الفاء وسكون اللام، يطلق على المفرد، والجمع، والمذكر، والمؤنث، فقد أفرد سبحانه وتعالى في هذه الآية، وذكّر، وقال تعالى: {وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِما يَنْفَعُ النّاسَ}. فأنث، ويحتمل الإفراد، والجمع، وقال جل شأنه: {حَتّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ}. فجمع، وكأنه يذهب بها إذا كانت واحدة إلى معنى المركب، فتذكر، وإلى معنى السفينة، فتؤنث، وقد ألغز فيها الشاعر حيث قال: [الطويل] مكسّحة تجري ومكفوفة ترى... وفي بطنها حمل على ظهرها يعلو

فإن عطشت عاشت وعاش جنينها... وإن شربت ماتت وفارقها الحمل

<<  <  ج: ص:  >  >>