للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلا فارق. {أُفْرِغْ:} مضارع مجزوم لوقوعه جوابا للأمر، والفاعل مستتر تقديره: «أنا».

{عَلَيْهِ:} متعلقان بالفعل قبلهما. {قِطْراً:} تنازعه كل من الفعلين السابقين ف‍: {آتُونِي} يطلبه مفعولا ثانيا، و {أُفْرِغْ} يطلبه مفعولا له، والأول: أولى عند الكوفيين لسبقه، والثاني: أولى عند البصريين لقربه. قال ابن مالك رحمه الله تعالى في ألفيته: [الرجز]

إن عاملان اقتضيا في اسم عمل... قبل فللواحد منهما العمل

والثّاني أولى عند أهل البصره... واختار عكسا غيرهم ذا أسره

وأعمل المهمل في ضمير ما... تنازعاه والتزم ما التزما

{فَمَا اِسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اِسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً (٩٧)}

الشرح: {فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ:} فلم يقدروا أن يعلوه بالصعود عليه لارتفاعه، وانملاسه، حذفت منه التاء على مثال ما رأيت في الآية رقم [٨٢]، وقرئ بقلب السين صادا {وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً:} وذلك لثخنه، وصلابته. هذا؛ وقرأ الأعمش الفعلين بالتاء {اِسْتَطاعُوا}.

هذا؛ وقال القرطبي: وذكر يحيى بن سلام، عن سعد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة-رضي الله عنهم أجمعين-. قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ يأجوج ومأجوج يخرقون السّدّ كلّ يوم حتّى إذا كادوا يرون شعاع الشمس. قال الذين عليهم: ارجعوا فستخرقونه غدا فيعيده الله كأشدّ ما كان، حتى إذا بلغت مدّتهم، وأراد الله أن يبعثهم على الناس، حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشّمس. قال الذين عليهم: ارجعوا فستحفرونه غدا إن شاء الله، فيعودون إليه، وهو كهيئته حين تركوه، فيخرقونه ويخرجون على الناس». أخرجه ابن ماجة في السنن. انتهى.

قرطبي.

وزاد القرطبي، والخازن أيضا: «فينشّفون الماء، ويتحصّن الناس منهم في حصونهم، فيرمون بسهامهم إلى السماء، فيرجع عليها الدّم، فيقولون: قهرنا من في الأرض، وعلونا أهل السماء، فيبعث الله تعالى عليهم نغفا في أقفائهم، فيقتلهم بها» .. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «والذي نفسي بيده! إنّ دوابّ الأرض لتسمن وتشكر شكرا من لحومهم». وقال الخازن: أخرجه الترمذي.

هذا؛ والنغف: دود يكون في أنوف الإبل، والغنم، فيقتلها، ويقال: شكرت الشاة، تشكر، شكرا: إذا امتلأ ضرعها لبنا. انتهى. وروي: أنهم يشربون ماء الأنهار، ويأكلون الشجر، وجميع النباتات، ومن ظفروا به من الناس، ولا يقدرون أن يأتوا مكة، والمدينة، وبيت المقدس. قال الجمل: وذلك عقب قتل الدجال، فينحاز عيسى عليه السّلام بالمؤمنين إلى جبل الطور فرارا منهم، ولا يصلون إلى من تحصّن منهم بورد، أو ذكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>