الشرح:{وَكُلُوا مِمّا..}. إلخ: أي: كلوا من رزق الله ما لذ، وطاب إذا كان من كسب حلال؛ لأن الحرام لا يكون طيبا؛ ولو كان من أفخر أنواع الطعام؛ لأن فيه سوء العاقبة في الدنيا، والآخرة. {وَاتَّقُوا:} انظر الآية رقم [٣٨]. {اللهُ:} انظر الاستعاذة، وجملة:{وَاتَّقُوا اللهَ} فيها توكيد للأمر بما تقدم، وزاد توكيدا بقوله:{الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ} لأن الإيمان بالله من مقتضياته أن يوجب التقوى فيما أمر به، ونهى عنه.
الإعراب:(كلوا): فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والألف للتفريق، وانظر إعراب:{أَوْفُوا} في الآية رقم [١]. {مِمّا:} متعلقان بالفعل قبلهما، وقيل: متعلقان بمحذوف حال من {حَلالاً،} كان صفة له، فلما قدم عليه؛ صار حالا. و (ما) تحتمل الموصولة والموصوفة مبنية على السكون في محل جر ب: (من)، والجملة الفعلية بعدها صلتها، أو صفتها، والعائد، أو الرابط محذوف، وهو المفعول الثاني؛ إذ التقدير:(رزقكم الله إياه حلالا): فيه ثلاثة أوجه: أحدها: هو مفعول (كلوا). الثاني: كونه حالا من الضمير المحذوف المقدر، الثالث كونه صفة لمصدر محذوف، التقدير:(أكلا حلالا)، وجملة:(كلوا...) إلخ معطوفة على جملة: {لا تُحَرِّمُوا..}. إلخ لا محل لها مثلها، وجملة:{وَاتَّقُوا اللهَ} معطوفة عليها أيضا.
{الَّذِي:} اسم موصول مبني على السكون في محل نصب صفة لفظ الجلالة. {أَنْتُمْ:} ضمير رفع منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. {بِهِ:} متعلقان بما بعدهما. {مُؤْمِنُونَ:}
خبر المبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد، والجملة الاسمية:{أَنْتُمْ..}. إلخ صلة الموصول لا محل لها، والعائد هو الضمير المجرور محلاّ بالباء.
الشرح:{اللهُ:} انظر الاستعاذة. {بِاللَّغْوِ} من الكلام: هو الساقط الذي لا يعتد به، ولغو اليمين: هو ما لا عقد معه، كما إذا سبق به اللسان، أو تكلم به جاهلا لمعناه، كقولك: لا والله، وإي والله، وبلى والله لمجرد التوكيد لقولك، فهذا لا إثم فيه، ولا كفارة. وهذا قول الشافعي،